المنشود بزيادة المحصول. ويجب استشارة المهندسين الزراعيين المختصين في كل منطقة.
أما في ظروف بلادنا يمكن تسميد حقول الأشجار المثمرة بالمواد الغذائية الممثلة في الأسمدة العضوية والأسمدة المعدنية (الكيماوية), فمن الأسمدة البلدية يمكن إضافة من 3-5 طن للدونم الواحد ومن الأسمدة الكيماوية يمكن إضافة 10-18 كغ آزوت ومن 10-12 كغ سوبر فوسفات ومن 18-24 كغ بوتاس للدونم الواحد، ويمكن أن تزيد هذه الكميات قليلاً أو تنقص قليلاً حسب كثيراً من العوامل التي أشرنا إليها في بداية الحديث عن التسميد.
وقد جرت العادة في بعض المزارع المثمرة التسميد كل 3 سنوات مرة بالأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية والكمية نفسها المذكورة أعلاه تضرب بعدد السنين فمثلاً في حدود 30-35 كغ سوبر فوسفات توضع كل ثلاث سنوات مرة.
وفي البساتين الحديثة والبساتين المكثفة التي تعتمد على زيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة يمكن الإشارة إلى التسميد بحيث يجب أن تزداد (تتوافق) مع عمر الأشجار وخاصة في الأراضي الفقيرة بحيث يجب أن تزداد كمية الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية مع ازدياد عمر الأشجار للدونم.
الأشجار التي في طور الإثمار يجب تسميدها كل سنتان مرة بمعدل 4-5 طن سماد بلدي للدونم وعند نقص هذا السماد أو توفره يمكن زراعة محاصيل بقولية واستعمالها كسماد أخضر.
هذه الكميات من الأسمدة التي أشرنا إليه هي تقريبية وكذلك تتوقف على حسب خصوبة التربة وحاجة الأشجار للسماد. الكميات الكبيرة من الأسمدة لها مردود خاصة في الأراضي المروية التي تصحبها الحراثة اللازمة والوقاية من الأمراض والحشرات.
مواعيد استعمالات الأسمدة:
في الآونة الأخيرة ينصح بإضافة أسمدة فوسفورية وبوتاسية كل 3-4 سنوات مرة باستعمال الكميات الكبيرة، هذه الطريقة يمكن الاستفادة كلياً كلياً من كميات الأسمدة المضافة وكذلك يمكن تجنب جرح جزء كبير من الجذور الناتج من حراثة السماد في التربة على أعماق كبيرة في منطقة توزع المجموعة الجذرية.
ومواعيد استعمال الأسمدة لأشجار الفاكهة يجب أن يتوافق مع ديناميكية امتصاص المواد الغذائية وسير النمو في الجذور وحركة العناصر الغذائية في التربة وكذلك مع عمر الأشجار ومع خواص رطوبة التربة.
ويمكن إضافة السماد البلدي والأسمدة الفوسفورية والبوتاسية في الخريف بأن تنثر على سطح التربة، ويعقبها حراثة عميقة بفلح التربة وقلب السماد إلى الأعماق، أما الكمية الباقية من الأسمدة الآزوتية تضاف على دفعتين الأولى من 2-3 أسابيع قبل الإزهار ( عند بداية انتفاخ البراعم) والثانية بعد العقد من 1-1.5 شهر في أيار وحزيران. وتجدر الإشارة إلى أنه في الأراضي الثقيلة يمكن إضافة السماد الآزوتي مرة واحدة أما في الأراضي الخفيفة والطمية فيستحسن إضافته على دفعتان أو ثلاثة حتى يقلل من الضياع من جراء الغسيل بالمياه الزائدة، بحيث نصف الكمية تضاف في بداية الربيع، والنصف الثاني يوزع على موعدين آخرين.
والدفعة الثالثة تعطى الأسمدة الآزوتية على دفعتان الأولى في بداية فصل النمو والثانية في منتصف أيار إلى حزيران. التسميد الآزوتي المتأخر (في حزيران) ينشط نمو الطرود والتي قد تسبب اضطرابات فيزيولوجية، أما التسميد الآزوتي المتأخر في الخريف والذي يمكن أن يكون سبباً لإصابة الطرود الغضة المتأخرة النمو من تأثير الصقيع الخريفي أو الشتوي عليها.
طرق إضافة الأسمدة للبساتين المثمرة:
تضاف الأسمدة المعدنية للتربة إما عن طريق نثرها على السطح ومن ثم حرثها أو عن طريق استعمالات آلات تسميد لوضعها في أعماق التربة مباشرة وكذلك يمكن استعمالها عن طريق تسميد الأوراق باستخدام السماد الورقي.
يتوقف العمق الذي يوضع فيه السماد على حسب حركة العناصر في التربة وحسب الأصول المستعملة وبالتالي حسب التركيب الميكانيكي للتربة، فالأسمدة الآزوتية أسهل حركة وتنثر على سطح التربة وتحرث بعد ذلك حراثة سطحية.
في الأراضي الخفيفة وذات النفاذية العالية يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية سطيحاً حيث يعقبها حراثة على أعماق كبيرة وبنفس الطريقة يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية للأراضي العميقة ولكن عندما تكون الأشجار مطعمة على أصول سطحية المجموعة الجذرية كالتفاح على أصل بارادايس ودوسين والأجاص على أصل سفرجل.
وفي الأراضي الثقيلة، الأشجار المزروعة على أصول عميقة المجموعة الجذرية تضاف الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية على عمق 35-40 سم حتى تصل الجزء الظاهر من المجموعة الجذرية وهذا يمكن أن يتأمن عن طريق آلات تسميد خاصة على العمق المطلوب، وفي هذه الحالة يوضع السماد بين الخطوط حيث لاتوجد جذور هيكلية سميكة، ويستحسن أن تضاف الأسمدة عند عملية حراثة التربة العميقة بعد نقبها وقبل زراعتها.
أما في المزارع الصغيرة وحقول الفاكهة قليلة العدد وحيث يصعب تأمين آلات تسميد عميقة، يمكن أن ينثر السماد الفوسفوري والبوتاسي في قاع الثلم أثناء حراثة الحريف العميقة أو في أقنية رفيعة على أعماق 40 سم محفورة بدائرة على أطراف مسقط الهيكل العلوي للشجرة على سطح التربة وكذلك السماد البلدي ينثر على سطح التربة ويحرث مع حراثة الخريف الأساسية.
وبالإضافة إلى الطرق الكلاسيكية للتسميد عن طريق الجذور هنا تجدر الإشارة إلى أن الأشجار يمكن أن تأخذ حاجتها من المواد الغذائية عن طريق الأجزاء العلوية للشجرة كالفريعات والأوراق بمحاليل سمادية ترش الأوراق بها عدة مرات ويسمى التسميد الخارجي، فيمكن إجراؤه بالكريميد بمعدل 0.1-1% بأن ترش الأشجار في شهري حزيران وتموز، ويجب ملاحظة أن الرش المتأخر يسبب تعفن الثمار عند تخزينها.
فقد أعطت نتائج جيدة من السماد الورقي عند استعمال عنصري المنغنيز والبور في تسميد الدراق في حزيران وتموز، رش مثل هذه الأسمدة يجب أن يتم مساء بعد الغروب أو صباحاً قبل الشروق في وجود الندى حتى لاتجف القطرات بسرعة، وحسب اعتقاد العلماء بأن المواد الغذائية تنتقل من المحلول للأوراق من 1-2 ساعة.
والتسميد الخارجي محدود الاستخدام ونادراً ما يطبق إضافة لكونه غالي الثمن ومكلف إضافة إلى أن محاليل الأسمدة لايمكن مزجها بمواد الوقاية من الأمراض والحشرات حيث أن المواد (الأخيرة) تقلل المردود الاقتصادي للسماد المستعمل. ويطبق السماد الورقي في حالات الأشجار المثمرة المصابة بالاصفرار (كلوروزا) الناتج عن نقص العناصر الدقيقة (ميكرو المنت) Microelement.
وفي الختام يمكن أن نشير إلى بعض النصائح العامة في هذا المجال:
1- أكثر من استعمالات الأسمدة العضوية فهي تقوي الأراضي الرملية الخفيفة وتساعدها على حفظ الرطوبة وتخفف الأراضي القوية (وذلك حسب إرشادات المهندسين الزراعيين المختصين في المنطقة).
2- إذا كان الطبقة السفلية من التربة كتيمة غير نافذة للماء يفضل أن يحفر خنادق طولانية أو عرضانية حسب ميل الأرض وفي الأراضي الحديثة الزراعية يفضل نقب التربة وتوصل بخندق عام في نهاية الحقل لتصريف المياه.
3- عدم إجراء الحراثة أو العزق أو استعمال الآلات عندما تكون الأرض رطبة أو طينية.
4- يجب الانتباه لعزق الأرض وتنظيفها من الأعشاب الضارة وخاصة عندما تكون هذه الأعشاب بحالة إزهرار.
5- إن المواعيد المبكرة للحراثات في حقول التفاح المروية قد أعطت نتائج جيدة من مواعيد الحراثات المتأخرة بعد سقوط الأوراق أما الحراثات في حقول البساتين المثمرة فأثناء طور النمو الخضري الأعظمي تتسبب اضطرابات فيزيولوجية تؤدي إلى ضعف النمو في الجذور عكس ماعليه إذا أجريت أثناء طور السكون (أو النمو البطيء).
6- العمليات الزراعية تؤثر على نمو المجموعة الجذرية وخصوصاً إذا أجريت أثناء الأطوار الفينولوجية للأشجار بزمن النمو وتخزين المواد الغذائية اللدنة وكذلك تتأثر من ظروف الوسط المحيط. وإن عدم الالتئام الجيد للجذور عند جرحها وتشكيل كالوس في طور السكون يعود إلى انخفاض الحيوية وحجم المواد المخزونة.
7- أشار كوليسنكوف في أبحاثه في ظروف مناطق القرم Krim في جنوب الاتحاد السوفييتي وعلى شواطئ البحر الأسود إلى أن فلاحة التربة في حقول التفاح يجب أن تتم على عمق بحيث لاتوجد فيه خطورة تضر بالجذور نصف هيكلية التي أقطارها من 10-12 سم بينما في جذور الدراق والخوخ والكرز والأثخن من ذلك بقليل، أما في الأجاص فالعمليات الزراعية في التربة على الجذور النصف هيكلية فتؤثر تأثيراً إيجابياً يؤدي بالتالي لزيادة الإنتاج وأما الجذور الهيكلية فلا توجد خطورة عليها من جراء الحراثات ولكن تستغرق زمناً أطول لالتئامها وتشكل الكالوس عليها.
8- حراثة الخريف قبل أو عند حلول فصل الأمطار تؤدي إلى تحسين الإنتاج وزيادة في المردود عن بقية المواعيد خاصة مواعيد الحراثة المتأخرة في تشرين ثاني وكانون أول بحيث أن درجة حرارة التربة في هذه المواعيد المتأخرة لإجراء العمليات الزراعية (تشرين ثاني، كانون أول) غير ملائمة لتشكل الكالوس والتئام الجرح.
[1] الشوندر السكري: يمتصف كمية كبيرة من المواد الغذائية في 1= كغ تربة مأخوذة من عمق 0-30 سم عند زراعة الشوندر السكري كان موجوداً 33 ملغ آزوت و 25.5 ملغ فوسفور متحرك، لكن عند زراعة البطاطا كان موجوداً في 1 كغ تربة حوالي 51 ملغ آزوت و52 ملغ فوسفور متحرك.