Language

أثر الفلاحات وبعض العمليات الزراعية على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة 4


الفوسفور:
يشترك الفوسفور في بناء البروتينات وهو جزء لاينفصل من الأحماض الأمينية، إن ضرورية استعمال سماد الفوسفور للنمو الطبيعي للأعضاء التكاثرية كالبندورة والثمار وحيث أن البندورة تصبح جيدة النمو وبحيوية عالية ، وتحمل الثمار على الشجرة جيداً بسبب ذلك إضافة إلى تحسن نوعها كثيراً حيث تساعد على تراكم السكريات والنشويات في الثمار، كذلك يساعد الفوسفور على نضج خشب الطرود في الأشجار، فنقص الفوسفور يلاحظ بضعف نمو الطرود الخضرية وعددها يكون قليل ورفيعة وقصيرة ويبقى غالباً قلب الشجرة عارياً بين الفروع الأساسية، بدون نموات خضرية، والبراعم لاتكون مكتملة النضج، وتبقى نائمة (بدون تفتح) وأما الأوراق فيقل عددها وشكلها يكون ضعيف وسميك ويخضر لونها مع ميول للون الأزرق وتسقط مبكراً في الخريف، وأما الثمار فتبقى صغيرة الحجم ولاتصلح للتخزين. كذلك يضعف من نمو الجذور الشعرية والنصف هيكلية.
إن زيادة الفوسفور يمكن أن يقلل من محتوى الكلوروفيل في الأوراق وقد تسبب أعراض الاصفرار Chlorosis وكذلك إلى نقص عنصر الزنك، ولأنه زيادته تضعف من امتصاص النبات للآزوت.
الفوسفور المضاف عن طريق الأسمدة يكون صعب الحركة والوصول للنبات، وتتثبت كميته في طبقات الأرض (التربة) ولايمكنه الوصول إلى القسم الأعظمي من المجموعة الجذرية ولهذا السبب بالذات لاتتفاعل الأشجار مباشرة للتسميد بالأسمدة الفوسفورية ، كما في الآزوت.
إن أشجار الفاكهة تملك مقدرة عالية لتراكم في أنسجتها كميات كبيرة من الفوسفور بأكثر من الكميات الضرورية في لحظة النمو، لكي تستعمله فيما بعد، بحيث أن المجموعة الجذرية للأشجار المثمرة تكون قوية وتتعمق في طبقات التربة الغنية بالاتحادات الفوسفورية.
والأشجار المثمرة المزروعة في أراضي فقيرة بالفوسفور تتجاوب مثل بقية الأنواع المزروعة في مثل هذه الأراضي لاستعمالات الأسمدة الفوسفورية.
البوتاس:
لايدخل البوتاسيوم في تركيب المادة العضوية، ويكثر وجوده في الأنسجة الحديثة كالبراعم والأوراق وكذلك في الجذور النشيطة ويقل وجوده في الأنسجة الهرمة، وقد دلت أبحاث كثيرة من العلماء أن هذا العنصر يلعب دوراً هاماً في الإرجاعات الكيميائية للمواد، وعنصر البوتاس ينظم regularities  أو يعادل الحالة القلوية للبروتوبلازم ويسهل عملية امتصاص الماء ويحد من النتح.
وأعضاء الشجرة المخزنة جيداً بالبوتاس تزداد مناعة الأنسجة للبرد وللأمراض، ويساعد على زيادة المحصول، والثمار تكون غنية بالسكريات وكبيرة الحجم وتلوينها جيد ولها خواص طعم أفضل.
وعند النقص الكبير للبوتاس يلاحظ ضعف في النمو، والطرود تبقى قصيرة ورفيعة ونموها بطيء ، وأكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء ، وغالباً ماتموت القمم، الأوراق تبقى صغيرة الحجم وبحروق على حافة وقمة نصل الورقة سقوط الأوراق في الخريف يبدأ من القمة إلى الداخل (أي عكس السقوط الطبيعي للأوراق). الثمار تبقى صغيرة الحجم، بدون طعم، رديئة اللون، قسماً من الثمار تسقط قبل النضوج.
وأشجار اللوزيات من أكثر الأنواع حساسية لنقص البوتاس من أشجار الفاكهة، وزيادة البوتاس يمكن أن تسبب نقص في المغنزيوم، وعلى ظهور بقع مرة تحت قشرة الثمرة في ثمار التفاح.
وجزء من البوتاس يتثبت من طبقة التربة السطحية، وهو أكثر حركة من الفوسفور في الأراضي الخفيفة والمروية وفي الأراضي غزيرة الأمطار يتحرك جزءً كبيراً منه لطبقات سفلى ويمكن أن تستعمله (تستخدمه) جذور الشجرة المثمرة في الأراضي الثقيلة فإن حركة البوتاس تكون بطيئة، ولهذا يمكن بالتسميد العميق بالأسمدة البوتاسية أن تعطي مردوداً أكثر عندما تكون الأراضي فقيرة بالبوتاس.
إن استمرارية زراعة أشجار الفاكهة وتربيتها في مكان واحد سنين طويلة تقلل من الاتحادات البوتاسية الاحتياطية الموجودة في التربة والذي يكون سبباً في ضرورة استعمال الأسمدة البوتاسية وحتى في الأراضي التي تختزن بهذا العنصر.
دور بعض العناصر الغذائية الرئيسية الصغرى Mikroelement:
بالإضافة إلى الإشارة التي ذكرناها عن العناصر الثلاثة الرئيسية (N,P,K) وللسريان الطبيعي للوظائف الحيوية لأشجار الفاكهة، فإن هناك دوراً هاماً تلعبه العناصر الدقيقة أيضاً كالمعنزيوم والحديد والمنغان والزنك والبور وغيرهم. فنقص عنصر أو آخر من هذه العناصر تسبب اضطرابات في نمو الأشجار وخاصة في شكلها الظاهري:
أولاً: نقص عنصر المغنزيوم: يسبب ظهور بقع بنية تجف وتسقط في نصل الورقة وتسمى Nekrosis والأوراق تلتف بالتالي وتسقط بدءً من القاعدة نحو القمة الطرد، وسقوط الأوراق من الطرود الخضرية والأفرع يؤدي إلى صغر ورداءة الثمار، فالتفاح أكثر الأنواع تأثراً بنقص المغنزيوم.
ثانياً: نقص عنصر الحديد:  يسبب اصفراراً في الأوراق (كلوروز Chlorosis وتظهر هذه الحالة غالباً في البساتين المثمرة ومن المحتوى العالي للكلس في التربة PH المرتفع، ويكون إزهار الأشجار التي في مثل هذه الظروف ضعيف، والثمار بنوعية رديئة وعند النقص المتزايد للحديد تجف كل الفروع.
ثالثاً: نقص عنصر المنغنيز: يسبب ظهور بقع صفراء بين أعصاب الورقة، ويظهر نقص هذا العنصر عند PH المرتفع للتربة، زيادته تسبب البقع والتثقيب في نصل الورقة المسمى Nickrosis على القشرة وتتواجد هذه الظواهر في الأراضي الحامضية أن أشجار التفاح وخاصة صنف ستاركن يكون أكثر تأثراً بزيادة المنغنيز.
رابعاً : النقص في عنصر البور: يكون المحصول من الثمار ضعيف ومشوهة الحجم، ونقصه يظهر في تفلن بقعي في لحم الثمار، وأعراض نقصه تلاحظ غالباً في التفاح.
خامساً: نقص الزنك:  يظهر بصغر حجم الأوراق وتقزم القمم والبقع الصفراء وأحياناً يغمق لون البقع المصفرة ويميل للاحمرار. أكثر الأنواع تأثراً لنقص عنصر الزنك التفاح والكرز والدراق.
الأسمدة اللازمة للأشجار المثمرة:
تكون كميات الأسمدة عادة حسب عمر الأشجار، والنوع، والصنف وكذلك الأصل والطعم المستعمل، وقوة النمو وحجم الأشجار وخصوبة التربة وغنائها بالمواد الغذائية، وتتوقف كميات الأسمدة على مقدرة التربة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية المضافة عن طريق التسميد، وحسب نظام السقاية أو البعل المزروعة عليه الأشجار، وحسب نظام خدمة التربة والمحافظة على خصوبة سطحها.
ويمكن وضع برنامج تسميد للبستان بالأسمدة اللازم إضافتها بعد إجراء التحليل الكيميائية للتربة دورياً كل 3-4 سنوات وكذلك يمكن ملاحظة حالة النبات من المواد الغذائية عن طريق التحليل الكيميائي للأوراق (في مخابر مديريتي البحوث العلمية الزراعية والأراضي بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي).
المردود الاقتصادي للأسمدة في الأشجار الصغيرة حديثة السن يكون حسب تهيئة التربة السابقة للغرس فعند التهيئة الجيدة للتربة وتسميدها بالأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية، فالأشجار المزروعة في هذه الحالة لاتحتاج لتسميد معدني وخاصة في الثلاث سنوات الأولى التي تلي الغرس.
وقد أثار العالم سبيفاكوفسكي 1962 للمردود الاقتصادي لتسميد الأشجار صغيرة السن بأن يكون مختلف، وباعتبار أن هذه الحالة غير مدروسة بوضوح، فمن الأفضل التسميد بالكميات المعتدلة من الأسمدة المعدنية والأسمدة العضوية.
وتحضير الأرض قبل الغرس وتهيئتها يكون أحد العمليات الضرورية لإقامة بستان عليها وخاصة إذا أضيفت الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية أثناء التحضير. وبعد دخول الأشجار بداية مرحلة الإثمار، والإثمار الكامل فإن حاجتها للتسميد تزداد، ويجب أخذ العلم أن زيادة استعمال كميات الأسمدة عن معدلاتها أحياناً لاتؤدي إلى الغرض

الصفحة السابقة
الصفحة التالية