Language

أثر الفلاحات وبعض العمليات الزراعية على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة 3


3-2-5- المحاصيل الدرنية: الجذور الثمرة كالجزر واللفت والشوندر الأحمر والسكري تكون مضمونة ويمكن زراعتها بنجاح بين خطوط الأشجار الصغيرة السن وفي البساتين المنشأة حديثاً شريطة تهيئة التربة بالفلاحة والتسميد قبل الزراعة، وهذه الأنواع يكون تأثيرها السلبي ضعيف جداً باستثناء الشوندر السكري [1]، غير أن البطاطا تكون أصلح لزراعتها بين الخطوط.
3-2-6- الخضار وتشمل:
3-2-6-1- الخضار المبكرة النضج: كالخيار والبصل والثوم والفجل التي تزرع غالباً كمحصول ثانوي بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياج هذه الأنواع المستمر للماء والغذاء والضوء، وهنا نشير إلى أنواع الخضار غير الملائمة للزراعات بين الأشجار لبعض الأنواع كالبراصيا والملفوف والسلق والبندورة المتأخرة النضج والكرنب.
3-2-6-2- الخضار المتأخرة النضج: إذا زرعت بين الأشجار قد تتسبب عن دوافع وإيقاظ النمو من جديد في الشجيرات صغيرة السن أو يتأخر فصل النمو بالاستدامة حيث يؤدي إلى عدم تهيئة الشجيرات الجيدة للدخول في طور الراحة (التشتية) مما يعرضها أثناء الشتاء إلى الحرارات المنخفضة المسببة لتجمد الطرود الغضة وغير المتخشبة.
وقد استنتج روبين في أبحاثه عام 1967 بأن نمو الأشجار في التفاح المزروع تحتها خضار كزراعات ثانوية يكون جيد يبلغ متوسط نمو الطرود وسطياً حوالي 110-127 سم أما عند نمو الأعشاب بين الخطوط أو عند زراعة الفصة فإن متوسط طول الطرود في التفاح إلى 56-60 سم.
3-2-6-3- القرعيات  من الخضار: كالخيار والكوسا واليقطين والقرع والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرهما من الزراعات الثانوية التي يمكن أن تزرع في حقول الأشجار المثمرة الحديثة السن لولا بعض النواقص، النواحي السلبية في هذه الأنواع كالسوق الزاحفة والغضة التي لاتتحمل الجروح وتتوزع بتفريعاتها بحيث تغطي كل المساحة والتي تؤدي إلى تعرقل سير الآلات الزراعية وإجراء بعض العمليات الزراعية الضرورية إضافة إلى أن هذه الأنواع الخضرية لاتتحمل الظل.
3-2-7- المحاصيل البقولية:  كالفاصولياء والفول والحمص والبازلاء وفول الصويا وغيرها من هذه العائلة التي تعتبر أفضل أنواع المحاصيل المشار إليها أعلاه للزراعات الثانوية بين حقول الأشجار المثمرة ونحن بدورنا ننصح باتباعها وزراعتها، خاصة عندما تزرع لاستعمالها للتسميد الأخضر، فالكتلة الخضراء تحرث في التربة وتغنيها بالآزوت والمادة العضوية، إضافة إلى تحمل هذه الأنواع للظل ومردودها الاقتصادي عالي وحتى في المناطق المظللة، أما عن أشجار الفاكهة المزروع بين خطوطها بقوليات فنموها وإثمارها جيدان إضافة إلى الصفات النوعية الممتازة للثمار.
3-2-8- ويمكن استخدام أو زراعة بعض أنواع الفاكهة كالفريز بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، لكنها تحتاج إلى خدمة عالية المستوة وبالتالي تنعكس هذه الخدمة على الأشجار المثمرة، وخاصة إذا بلغت العناية الواسعة بنجاح زراعتها فالأشجار المثمرة هنا تنمو بسرعة وتدخل في طور الإثمار بشكل طبيعي والمحصول يمتاز بكمياته ونوعيته.
أما في حقول الأشجار المثمرة الكبيرة يجب الابتعاد عن زراعة الفريز كزراعة ثانوية لأنها تعطي محصول منخفض وبنوعية رديئة وتعرقل عمليات إجراء المكافحة من الأمراض والحشرات على الأشجار المثمرة.
الزراعات الثانوية تزرع فقط في المساحة غير المشغولة من قبل المجموعتين الأساسيتين للنبات المجموعة الجذرية والمجموعة العلوية، وفي البساتين المثمرة والتي فيها المجموعات العلوية بشكل كروي ومستدير والأصول القوية كما في التفاحيات، فيمكن وحتى 6-8 سنوات من زراعة المحاصيل الثانوية بين الأشجار المثمرة.
أما في اللوزيات فحتى 4-6 سنوات لكن في الزراعات المكثفة وعلى أصول مقصرة والتربية القصيرة للمجموعات العلوية فإن الزراعات الثانوية قد تقتصر من 1-2 سنة، بعد ذلك تترك المسافات بين خطوط الأشجار مفلوحة ونظيفة بشكل دوري ومنتظم بحيث نحافظ على النظام الغذائي والمائي والتهوية الجيدة لتأمين النمو الغزير لبناء هياكل علوية وجذرية سليمة للأشجار وكذلك للإسراع في الدخول المبكر في طور الإثمار.
عندما نرغب في زراعة ثانوية بين خطوط الأشجار من المستحسن ترك فراغات واسعة بدون محاصيل بين الخطوط 0.5-1.5 م حتى يتمكن من إجراء العمليات الزراعية في التربة والتسميد والسقاية ومكافحة الأمراض والحشرات والتقليم وتشكيل هيكل علوي للشجرة وغيرها من الخدمات، هذه الفراغات في المساكب بين الخطوط تتسع سنوياً وباستمرار من طرفي الخط بعرض 40-50 سم.
عند زراعة محاصيل ثانوية بين الأشجار من الضروري معرفة احتياجات أنواع هذه المحاصيل المراد زراعتها للضوء:
أ‌-     محاصيل تتحمل الظل: كالفاصولياء والسبانخ والبصل والثوم للاستهلاك الأخضر.
ب‌-محاصيل متوسطة التحمل للمناطق المظللة: كالفول والبازلاء والبطاطا المتأخرة والجزر وغيرها.
ت‌-محاصيل لاتتحمل الظل : كالخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والبندورة المبكرة وغيرها.
وعند زراعة محاصيل ثانوية يجب الاهتمام بالخدمات الزراعية الواجب تأديتها كالحراثة والتسميد والسقاية وغيرها، وكذلك عند زراعتهم يفضل اتباع دورة زراعية وصحيحة حتى لاتترك قطعة تفتقر إلى مواد غذائية أكثر من قطعة أخرى أو يسوء استخدام كل القطع.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار خصائص وأنواع وأصناف الأشجار المثمرة المزروعة وأصولها عند اختيار الزراعات الثانوية: ففي أنواع أشجار الفاكهة (اللوزيات) كالدراق والمشمش والكرز يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل الثانوية التي ستزرع والتي تتطلب سقاية باستمرار وبغزارة.
كذلك في الأصول المقصرة يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل التي لها جذور عميقة وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء تضعف النمو والإثمار عند الأشجار المثمرة.
أثر عزق التربة في دوائر حول الساق في الأشجار:
عند حفظ سطح التربة مفلوحة ونظيفة من الحشائش والأعشاب في البساتين المثمرة حديثة السن بفلاحتها أو بزراعة محاصيل ثانوية بين الخطوط أو بزراعة محاصيل أسمدة خضراء، يجب أن لاتحتل كل المساحة بل من الضروري ترك مساحات على الخط نفسه حول الساق أو دوائر حول ساق كل شجرة وأن يحافظ على هذه المساحات خالية من الأعشاب يعزقها وتنكيشها وإبقائها متخلخلة وبهذه الطريقة يمكن أن يتحسن النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة في حدود دائرة المساحات المشغولة من قبل المجموعة الجذرية للشجرة.
وفي هذه الحالة لاتتأثر الأشجار المثمرة من وجود زراعات محاصيل ثانوية بين خطوطها وتستخدم الأشجار الرطوبة والمواد الغذائية بشكل سليم ينعكس على نموها بالتالي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المجموعة الجذرية تتشر بأوسع من الهيكل العلوي للشجرة والدوائر المعزوقة حول الساق يجب أن تكون واسعة بأن تزداد سعتها سنوياً بحوالي 40-50 من جانبي الخط أو بحوالي 50 سم من خارج قطر الدائرة المتروكة حول الساق.
ويترك بعد الغرس مساحات بشكل أحواض أو دوائر حول كل غرسة بحدود 75-100 سم من كل الجهات وذلك لتأمين الحركة عند إجراء عمليات الخدمة. وتزداد هذه المساحة سنوياً على حساب المحاصيل الثانوية التي تقل تدريجياً بينما تزداد المساحة المعزوقة والمتروكة حول الساق لتبقى في النهاية مفلوحة نظيفة خالية من الحشائش والأعشاب.
في حقول البساتين التي مسافتها بين الخطوط أقل من 6 م كالدراق فإن المساحات المحروثة تحتل كل المساحة بين الخطوط في السنة الثالثة من الغرس وفي بعض الأنواع التي فيها الهيكل العلوي مستدير الشكل فتكون المدة بعد 3-4 سنوات كالتفاحيات.
وفي البساتين المثمرة البعلية وفي المناطق المعرضة للجفاف فالمساحات المحروثة أو الدوائر المعزوقة حول الساق تكون واسعة ويمكن في هذه الحالة الاستغناء عن زراعة المحاصيل الثانوية ويحافظ على سطح التربة نظيف من الحشائش والأعشاب بالحراثات.
بعد جمع المحصول من الزراعات الثانوية بين الأشجار تحرث بقاياه في التربة كسماد أخضر فعمق الحراثة في هذه الحالة من 13-15 سم ويتم حراثة سطح التربة كلها بعد التسوية اللازمة وبعد ذلك تجري في الخريف القادم الحراثة الاساسية.
وهناك طريقة غير متبعة في بلادنا حالياً، ولكن يمكننا أن نشير إليها ونعرف القارئ بها وهي للمحافظة على خصوبة سطح التربة تجري عملية تغطية أرض البستان والتي تسمى Sod Multchirian بحيث يغطى سطح التربة بمادة عضوية كالقش والتبن أو أعشاب مقصوص أو بقايا نباتات علفية محصودة أو مواد اصطناعية كالبولي ايثيلين وغيره بحيث تتم التغطية مبكراً في الربيع بعد الحراثة الأولى للتربة.
تسميد الأشجار المثمرة:

إحدى أهم العمليات الزراعية الأساسية التي تجري في بساتين الأشجار المثمرة للمحافظة على خصوبة التربة ولتوفير الغذاء اللازم للأشجار لتأمين نمو جيد ومحصول عالي وبنوعية جيدة، على اعتبار أن الأشجار المثمرة تزرع في مكان واحد سنوات عديدة قد تتجاوز 20-40 سنة وتمتص من التربة كميات كبيرة من المواد الغذائية التي يتطلب تأمينها باستمرار.
ماهي حاجة أشجار الفاكهة للمواد الغذائية:
يكون المردود جيد من التسميد عندما تتأمن متطلبات الأشجار ويحكم على ذلك من نقص أحد العناصر الغذائية في التربة، فمن نتائج الباحثين مثل تشاكاتسي 1948 Tchakatsi حيث أشار إلى أن أشجار الفاكهة المثمرة تمتص من تربة دونم واحد الكميات التالية من العناصر الغذائية الاساسية:
6.85 كغ آزوت N، 2.55 كغ فوسفور P2O5 ـ 9.70 كغ بوتاس K2 أو حسب النسبة الثلاثية المستعملة بين هذه العناصر ( K2, P2O5, N) 1.3:0.3:1 وإلى نتائج قريبة ومتشابهة توصل كل من فريتشه وفرت Wirther and Frithshe في النمسا وسويسرا ، وكوبل Kobel  1957 أشار إلى نتائج تشاكاتمي بأن التوزع النسبي بين العناصر الثلاثة يجب أن يؤخذ كأساس عند حساب كميات الأسمدة الواجب تسميدها لبساتين الأشجار المثمرة، وهذه النسبة يمكن أن تتغير قليلاً بالزيادة أو بالنقصان وحسب نقص العناصر أو زيادته في التربة وذلك من جراء تحليل عناصر التربية كيميائياً.
فأنواع الأشجار المثمرة لاتمتص العناصر الغذائية من التربة بالتساوي فالدراق يمتص أكبر كمية من العناصر الغذائية يليه التفاح والسفرجل ثم الأجاص.
حاجة أشجار الفاكهة للعناصر الغذائية تتغير حسب عمر الأشجار ومقارنة فالأشجار الحديثة السن أقل احتياجاً من الأشجار الكبيرة التي في طور الإثمار ويزداد احتياجهم ومتطلباتهم لكميات أكثر من العناصر الغذائية كلما تقدمت الأشجار بالسن.
وخلال مراحل النمو لأطوار الفينولوجية المختلفة تكون حاجة الأشجار للغذاء والعناصر الغذائية مختلفة، فدراسة سبيفاكوفسكي Spivakovski تدل بأن احتياج التفاح من الآزوت والبوتاس تنمو باستمرار أثناء طور النمو البطيء أو التخزين، والحاجة من الفوسفور تزداد خلال طور النمو القوي بينما تقل الحاجة إليه خلال طور النمو البطيء.
أثر حركة العناصر الغذائية وتوضع الجذور:
يجب معرفة توضع المجموعة الجذرية في آفاق التربة وإمكانياتها على امتصاص المواد الغذائية الضرورية، كذلك يجب معرفة حركة كل سماد على حده حتى نستطيع الحكم على مردودية الأسمدة عند استعمالها على الأشجار المثمرة.
ويمكن القول أن استمرارية التسميد بنوع واحد ما هي أضراره، فمثلاً الآزوت في حقول التفاح، والدراق يؤدي إلى اضطرابات فيزيولوجية ، حيث تؤثر على ضعف النمو وانخفاض المحصول ورداءة نوعية الثمار، وعندما يضاف إلى السماد الآزوتي السابق أسمدة فوسفورية وأسمدة بوتاسية فتعاود الأشجار نموها وحيويتها من جديد ويأخذ مسار نموها شكله الطبيعي.
دور العناصر الغذائية الرئيسية (الكبرى) Microelement :
الآزوت:
يعتبر الآزوت من العناصر الحيوية الضرورية، أهميته كبيرة نظراً لاشتراكه في بناء المواد البروتينية وغير البروتينية، والكلوروفيل (التمثيل اليخضوري) واستعماله يساعد على تحسين النمو الخضري للشجرة وكبر حجم الأوراق ولمعانها ويزيد من عملها بهضم المواد وبالتالي يساعد على نمو ثمار كبيرة الحجم.
فعند نقص الآزوت في الأشجار يضعف نموها وتكون طرود رفيعة وقصيرة ولون الأوراق يصبح زاهي (أخضر فاتح)  ويختفي تدريجياً اللون الأخضر منها وتصبح بعد ذلك صفراء على حمراء وتسقط قبل وقتها وبالتالي كمية العقد تكون قليلة جداً، والثمار تبقى صغيرة وتنضج قبل موعدها ويزداد لونها اغمقاقاً.
فبزيادة الآزوت يكون نمو الاشجار قوي ويتأخر نمو الطرود الخضرية حتى الخريف ولايكون النضج جيداً وتكون الأشجار أكثر تأثراً لدرجات الحرارة المنخفضة، أما الأوراق فيكبر حجمها وناعمة تتأخر في السقوط بالخريف. ولايكون سقوط الأوراق كلها في وقت واحد وتكون نسبة العقد التي تسقط كبيرة، وأما الثمار المتبقية على الشجرة فيشحب لونها ويكبر حجمها وتفتقر للسكريات، ويكون لها فترة ديمومة اقل.
ويستحصل على الآزوت من تثبيت الهواء اجوي ومن العقد البكتيرية أو من تحلل المواد العضوية في طبقة التربة السطحية أو عن طريق التسميد حيث يكون في هذه الحالة سهل الوصول للنبات ولايستغرق وصوله لجذور الأشجار فترة زمنية والآزوت لايمكن أن يتراكم في التربة على صورة أشكال ثابتة (غير متحركة) ولهذه الناحية بالذات، غالباً ما تتفاعل الأشجار ايجابياً عند استعمال السماد الآزوتي، لكن في بعض الأراضي الغنية لايكون تجاوب الأشجار مع الأسمدة الآزوتية في البداية واضح.
أشكال الأسمدة الآزوتية المختلفة لاتكون واحدة ومتشابهة التأثير على نمو الأشجار فالأسمدة التي تحتوي على الآزوت في شكل نترات تكون سهلة الوصول وسهلة الحركة، وتمتص بسهولة من قبل النبات وتسبب نمو قوي في بدايته ولكن لفترة قصيرة، أما الأسمدة التي تحتوي على آزوت في شكل أمونياك تكون ضعيفة الوصول للنبات وضعيفة الحركة (بطيئة الوصول للنبات).
الصفحة السابقة
الصفحة التالية