بأنها تؤكد عملية تمعدن Mineralitaion المواد العضوية ويقل بالتالي محتوى الدبال، ويقل كذلك الآزوت في التربة، فتخرب البنية الحبيبية للتربة، وأما الطبقة السفلى التي تلي طبقة الحراثة فقد تصبح كتيمة غير نافذة من جراء الحراثات المتعددة على الطبقة العليا، وعدم تغيير أعماق الحراثة وبالتالي تؤدي إلى سوء النظام الهوائي والمائي والحراري وبالتالي تؤدي إلى إضعاف التفاعلات الميكروبيولوجية كذلك يصعب امتصاص الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.
وقد تتعرض الأشجار للإصابة بالاصفرار (كلوروزا) Clorosis ولجفاف بعض الأفرع ولضعف كلي في نمو الشجرة وبالتالي يقل المحصول وكذلك قد تتعرض الأشجار لتبادل الحمل بالسنوات.
ويحافظ على التربة بواسطة الحراثات المستمرة، فحراثة الخريف للتربة في البساتين المثمرة لها تأثيراً ايجابياً على نمو المجموعة الجذرية وتساعد على تخزين الساق والجذور بالمواد اللدنة، ويجب أن تتم مباشرة بعد إجراء عملية القطاف وجمع المحصول، وخاصة الأصناف المتأخرة النضج، وإذا كانت الرطوبة غير كافية في الأراضي المروية من المستحسن إضافة رية خفيفة للترطيب، وقبل إجراء الحراثة يمكن إضافة كمية محدودة من السماد الآزوتي.
عمق الحراثة يتناسب وقوة نمو الأصل والتوضع الأفقي والعمودي للمجموعة الجذرية، فالحراثة العميقة من 20-22 سم تتم في حقول الأشجار المطعمة على الأصول القوية وتوضع عميق للمجموعة الجذرية، أما الحراثة السطحية بعمق 15-18 سم فيجب إجراءها في حقول أمهات الأشجار الكبيرة السن والمطعمة على أصول متوسطة النمو.
وفي الأصول المقصرة وضعيفة النمو فإن عمق حراثة الخريف يجب أن لاتتجاوز من 10-12 سم بالقرب من الساق بدائرة قطرها 50-60 سم وحيث تكون فيها للجذور الهيكلية قريبة من سطح التربة، ولاتحرث هذه الدوائر بالمحراث لتلافي خطر الجذور أو تقطيعها ويمكن أن تكون حراثة الخريف سطحية في حقول الأشجار الصغيرة السن المزروعة على أراضي غدقة وغير مفلوحة سابقاً والتعمق التدريجي في هذه الحراثات يستمر من 2-3 سنوات.
الجروح الصغيرة والخدش وجروح الجذور المقطوعة الرفيعة والتي بسماكة 8-10 مم ، والجذيرات تستطيع أن تلتئم وتشكل كالوس خلال طور السكون الشتوي إلى أن يبدأ فصل النمو في بداية النمو الخضري التالي حيث تستطيع تكوين جذيرات جديدة وتستعيض المجموعة الجذرية وظائفها من جديد.
حراثة الخريف المتأخرة، وحراثة الشتا، ، حراثة الربيع في البساتين المثمرة تكون أقل فائدة من حراثة الخريف التي تتم في نهاية شهر أيلول وبداية شهر تشرين أول والتي فيها الجروح المتشكلة على الجذور تلتئم بسرعة وتشكل الكالوس، وتتكون جذور جديدة، أما الجذور المجروحة والمقطوعة الناتجة عن الحراثات المتأخرة لاتستطيع تكوين كالوس والتئامها بسبب حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مما تؤدي إلى تعفنها وخلال الربيع يبطئ نموها ويتأخر بحوالي 20-25 يوم.
الحراثة العميقة في الربيع أو أثناء فصل النمو الخضري تؤثر على وظائف المجموعة الجذرية فيتعطل تزويد الأشجار بالماء والمواد الغذائية بسبب تأثير الجذيرات الماصة والذي يحدث في الفترة الزمنية التي تكون فيها الأشجار بأمس الحاجة إلى الماء والغذاء.
يجب أن نشير إلى تغيير عمق الحراثة الأساسية في الخريف من سنة لأخرى، حتى نبتعد عن تشكيل الطبقة الكتيمة تحت الطبقة السطحية، ويترك سطح التربة مكشوفة الأثلام بعد الحراثة، ويجب الانتباه على ألا يتشكل خط الحراثة العميق في الوسط بين مسافة الخطوط أو أن تتشكل أثلام كبيرة وعميقة.
إذا استطردنا الحديث لتلافي النواقص المشار إليها والابتعاد عن الجروح التي تحدث في الجذور أثناء حراثة الخريف الأساسية، وفي الآونة الأخيرة فقد أجريت عدة أبحاث فعوضاً عن الحراثة الدورية بعمق 20-22 سم على أن تتم الحراثة كل 3-4 سنوات مرة حراثة عميقة ومخلخلة (50-60) سم للتربة في وسط المسافة بين الخطوط وبنفس الوقت تجري عملية التسميد الأساسية وبكميات كبيرة.
إن الخلخلة العميقة وسط المسافة بين الخطوط تسبب تقطيع الكثير من الجذور الرفيعة، وتكون المسبب الرئيسي في تكوين جذيرات نشيطة جديدة التي تمد الشجرة بغزارة بالماء أو المواد الغذائية وبالتالي فإن نمو الأشجار يزداد ويقوى، وتزداد كميات المحصول من 21-46% حسب نتائج الأبحاث العالمية التي أثبتت بأن الخلخلة العميقة للمساحة بين الخطوط فإن الخاصية الشعرية للتربة تزداد من 9-12 % والرطوبة 2-2.5% والنتريت (أي تحول النترات إلى نتريت) بمرتين وكذلك تزداد الكميات الفوسفاتية.
كذلك عند تضرر الجذور الرفيعة السماكة حتى 3 سم لاتلاحظ اضطرابات في نمو الأشجار المثمرة عندما تتم الخلخلة العميقة دورياً. يجب أن تكون الحراثات بالمحاريث الحفارة وبالأمشاط، وبأن ينظم استعمال مثل هذه الحراثات بالمحاريث الحفارة شريطة أن يتبعها تمشيط بأحد الأمشطة المذكورة حتى يبتعد عن تشكيل الطبقة السفلى الكتيمة.
وفي الربيع المبكر وبعد جفاف التربة مباشرة تتم أول حراثة ربيعية بالمحاريث الحفارة، وإذا كانت التربة شديدة القساوة يمكن أن تحرث على أعمال 10-12 سم أما الحراثات التي تلي هذه فتكون حسب وجود الأعشاب ونسبتها، وتتكون عادة قشرة قاسية على سطح التربة نتيجة لسير الآلات الزراعية ومن الأمطار ومن مياه السقاية وتجري عادة عدة حراثات وحسب الإمكانيات المتوفرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقليل عدد الحراثات عند استعمال مبيدات الأعشاب في حقول الأشجار المثمرة للقضاء على الحشائش والأعشاب.
3-2- زراعة بعض المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter Copping وأثرذلك:
جذور أشجار الفاكهة لاتغطي كل المساحات المخصصة لها بعد الغرس ولا لمدة سنوات، ولاتستطيع أن تستخدم بشكل كلي كمية الماء والمواد الغذائية المضافة للتربة، ففي البساتين الحديثة وأثناء فصل النمو الشديد ، فإن الأجزاء العلوية تنمو بقوة في الاتجاه الطولي (الأعلى) وكذلك فإن الهيكل العلوي للشجرة يتفرع بسرعة بالارتفاع أكثر من الجوانب وعلى عكس ذلك فإن المجموعة الجذرية تنمو بقوة في الاتجاه الأفقي ويبطئ في الاتجاه العمودي (للأسفل)، كما أن بعض الفوارق في الأنواع والأصناف تكون كبيرة متمثلة في الخصائص النوعية للأنواع والأصناف.
من نتائج الأبحاث العالمية استنتج أن المجموعة الجذرية لأشجار التفاح المزروعة على مسافات 10×10 م في الأراضي البعلية تحتل في السنة الرابعة بعد الغرس مساحة 40-50% من المساحة الكلية المخصصة لكل شجرة وبعد السنة السادسة تحتل 60-90% من المساحة المخصصة لها وبعد 14 سنة من عمرها تحتل 100% من المساحة المخصصة لها، وفي البساتين الكثيفة حيث مسافات الزراعة صغيرة فالجذور تحتل المساحة المخصصة لها في وقت قصير، وتحتاج الأشجار في مثل هذه الزراعات إلى مواد غذائية بكثرة حتى تنمو بسرعة وتدخل بشكل مبكر في طور الإثمار.
ففي هذه الحالة يجب عدم زراعة أي نوع من الزراعات الثانوية بين الأشجار وعند اختيار المحاصيل المراد زراعتها بين الخطوط يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الحاجة ومتطلبات أشجار الفاكهة من حيث التربة والمناخ وإمكانية مكننة العمليات الزراعية أن تكون متوافقة مع بعض، فالمحاصيل المزروعة بين الأشجار يجب أن لاتؤثر على نمو وإثمار أشجار الفاكهة كما يجب عدم ترك أعشاب ضارة تنمو معهم حتى لاتنهك التربة وتعيق بالوقت نفسه تنفيذ العمليات الزراعية.
المحاصيل المراد زرعها يفضل أن تزرع متأخرة، وأن تتحمل الظل (التظيل) شريطة أن تكون مبكرة النضج (ذات عمر قصير) وتجمع مع بعضها وكذلك تكون ذات مردود اقتصادي عالي.
ويفضل دائماً انتقاء المحاصيل التي لاتشاطر الأشجار الماء والغذاء وخاصة أثناء فترة النمو الشديدة للجذور والأجزاء العلوية من الشجرة في فصلي الربيع والصيف. فمن المحاصيل التي تزرع بين الأشجار المثمرة:
3-2-1- الحبوب: وهذه أكثر المحاصيل غير المرغوبة، حيث يكون نموهم الشديد في الربيع منطبقة مع النمو الشديد لأشجار الفاكهة، في الفترة التي تكون فيها أشجار الفاكهة بأمس الحاجة إلى الماء والمواد الغذائية وهذا ما تحتاجه أنواع المحاصيل هذه التي تمتص كمية كبيرة منهم، وحيث تؤدي في النهاية إلى تعرقل النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة فتأثير هذه المحاصيل يكون سلبياً على نمو وإثمار الأشجار، حيث أن الأشجار الصغيرة يبقى فيها السطح الامتصاصي للجذور الماصة محدود وصغير فقد تعاني من جراء ذلك أثناء الصيف من الجفاف ونقص المواد الغذائية مما يؤدي إلى موت قسم كبير.
3-2-2- المحاصيل العلفية: ويتشابه تأثير المحاصيل العلفية التي تكون طبقة عشبية سطحية كثيفة وبمساحة تبخر (نتح) وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء (وتمتص بشكل رئيسي كميات كبيرة من النترات والفوسفور).
في بداية الربيع حيث تؤثر تاثيراً سلبياً على نمو الغراس صغيرة السن وكذلك تؤثر على الأشجار الكبيرة حيث تتسبب بضعف النمو وتأخر الإثمار وبالتالي تكون كمية المحصول قليلة وغير منتظمة ، حيث تظهر أغلب سلبيات هذه الزراعات بين الأشجار على الإثمار والإنتاج في الأشجار المثمرة، ولهذا السبب ننصح بالابتعاد عن مثل هذه الزراعات في حقول البساتين المثمرة.
3-2-3- الذرة الصفراء: أما الحديث عن زراعة الذرة الصفراء سواء كان للحب أو للعلف بين الأشجار والتي تمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء ، وخصوصاً في الفترة الضرورية للأشجار لمحصول الذرة يجهد التربة كثيراً ويصعب عمليات خدمتها وتسميدها، ومكافحة الأمراض والحشرات وكذلك تصعب حركة الآلات الزراعية بين الخطوط ونحن بدورنا ننصع بعدم اتباع هذه الزراعة بين حقول الأشجار المثمرة نظراً لمساوئها المتعددة.
3-2-4- المحاصيل الزيتية والصناعية: كالقنب والكتان وعباد الشمس والقطن والدخان وغيرهم التي تمتص كميات كبيرة من الماء والمواد الغذائية وترهق الأشجار بقوة كبيرة وخاصة الضرر الأكبر يكون من زراعة القنب والكتان وعباد الشمس (دوار القمر) وجزء من الدخان، هذه الأنواع تنمو بالارتفاع وتكون نباتات كثيفة وعالية تظلل وتضغط على الأشجار الصغيرة وتسبب ضعف بالنمو وعدم نمو الهيكل العلوي للشجرة ويتزايد الضرر من الأمراض والحشرات وتصعب عمليات إجراء المكافحة وكذلك تصعب عمليات إجراء العمليات الزراعية بأنواعها، كل هذه الأنواع التي لاننصح بزراعتها بين الأشجار المثمرة للأسباب السالفة الذكر.