Language

أثر الفلاحات وبعض العمليات الزراعية على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة




أثر الفلاحات وبعض العمليات الزراعية على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة
إعداد :
الدكتور المهندس الزراعي أحمد علي عبد الله 
مقدمة: 
تعتبر الفاكهة أحد فروع الزراعة الأساسية، التي تتسم بهدف رئيسي هو زراعة وتربية أشجار الفاكهة لإنتاج الثمار ذات القيمة الغذائية العالية، فالثمار وعصير الفواكه غنية بالفوائد التي لا تحصى كالفيتامينات والمواد المعدنية والبروتينية والأحماض العضوية والدهون النباتية والسكريات وغيرها التي تلعب دوراً هاماً في العمليات الحيوية للإنسان. إن إنتاج واستهلاك الثمار يتزايد باستمرار وبدون شكل فإن ما توصل إليه العلم والتقدم التكنولوجي في هذا المجال وخصوصاً في العقدين الأخيرين قد تمت تحولات وتطورات جذرية شملت تكثيف الإنتاج وتحسين وتجديد أصناف الفاكهة وتغيرات لدرجة كبيرة طرق الغرس والتقليم والتشكيل التي حلت مشكلة الزراعة المكثفة وسهلت عملية التقليم بما يتوافق مع المتطلبات الحديثة وكذلك حدثت تغييرات في وسائل الإنتاج، وفي عمليات خدمة التربية والتسميد والسقاية والوقاية وفي عمليات قطف الثمار، وكذلك احتلت عمليات المكننة واستخدام التقنية الحديثة محل العمليات الفردية القديمة التي كان يقوم بها الإنسان بالطرق البدائية، بهدف زيادة مردود الإنتاج وبالتالي تحسين الدخل القومي من الفاكهة. كل هذه المسائل والمشاكل بدرجة أو بأخرى ستجد مكاناً بين الراغبين في التعرف والاطلاع على علم الفاكهة، ورأينا أن نبحث عن أهم العمليات الزراعية التي تؤدي في حقول الأشجار المثمرة وأثر الفلاحات على سطح التربة وعلى الأشجار الصغيرة السن وكذلك على الكبيرة المثمرة إضافة إلى أثر بعض العمليات الزراعية الضرورية الإجراء في البساتين المثمرة ، بهدف زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته وكذلك راعيت في إخراج هذه النشرة الفنية الإرشادية مراعياً الإمكانات العملية ، والمتوفرة وإن تكون لبنة في أساس بناء هذا العلم خير من النقد والهدم ليس إلا. أولاً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين الصغيرة السن:في السنوات الأولى بعد غرس الأشجار مباشرة يجب أن يحافظ على التربة حول الساق بقلع الأعشاب وتنكيش الخطوط حول الحفرة المخصصة لكل غرسة حتى يبقى الحقل نظيفاً من الأعشاب والحشائش حتى لاتشارك الشجيرات في غذائها. فالحراثة الأساسية الصحيحة يجب أن تتم في الخريف، ففي بساتين التفاحيات يجب أن تحرث التربة على أعماق لاتتعدى 12-15سم أما في بساتين اللوزيات فيجب أن لاتتعدى 5-10سم. عمق الحراثة حول الساق 5-8 سم وتزداد عمقاً كلما ابتعدنا عن الساق (ولأن الجذور تزداد تعمقاً كلما ابتعدت عن الساق)، وزمن الحراثة الخريفية يتحدد من مراحل نمو المجموعة الجذرية لأشجار الفاكهة فالمرحلة الأولى للنمو تكون مبكرة مع بداية الصيف والمرحلة الثانية تبدأ في نهاية فصل النمو الخضري عندما تتهيأ المجموعة العلوية (الهوائية) للشجرة الدخول في طور السكون الشتوي. وفي ظروف بعض المناطق في قطرنا يجب أن تتم حراثة الخريف مباشرة بعد قطاف أصناف التفاحيات المتأخرة النضج، أما في المرحلة الربيعية والصيفية فيجب أن يحافظ على التربة نظيفة من الحشائش والأعشاب مخلخلة ولإبقاء النظام الهوائي جيد في طبقات التربة. ثانياً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين المثمرة: تحتاج الأشجار المثمرة في طور الإثمار إلى تغذية غزيرة، ولهذا من الضروري العمل على زيادة خصوبة التربة باستمرار، ومن خلال تطبيق مجموعة من العمليات الزراعية كإبقاء التربة بحالة مفلوحة بإجراء حراثات دورية ومنتظمة لتبقى نظيفة من الحشائش والأعشاب والتسميد بالأسمدة المعدنية والعضوية اللازمة وكذلك زراعة أسمدة خضراء. ففي الأراضي المروية وحسب ظروف التربة والمناخ قد تنمو الأعشاب بعد السقاية وفي فترات قصيرة تستدعي المحافظة على التربة نظيفة بفلاحتها دورياً. فالمحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة تساعد على حفظ الرطوبة والمواد الغذائية في التربة لإبقائها نظيفة من الأعشاب خلال طيلة فصل النمو الخضري. فالأرض المفلوحة أحد الشروط الهامة لإنجاح البستان فيما لو ترك فترة طويلة بدون حراثة ونمت الأعشاب بكثرة التي تؤدي إلى افتقار المواد الغذائية التي تكون الأعشاب قد امتصت جزء كبير منها. فحراثة التربة في مثل هذه الحالة تتم في الخريف وحيث تمتص الأرض المفلوحة أكبر كمية من مياه الأمطار الشتوية إضافة إلى ذلك يموت عدد كبير من الحشرات ومسببات الأمراض. الأسمدة الخضراء تساعد على تحريك وتعبئة المواد الغذائية في التربة بأن تحولهم من الأشكال غير القابلة للامتصاص إلى أشكال قابلة للامتصاص، وأهم الأنواع التي تزرع خاصة العائلة البقولية التي تمتص الآزوت من الهواء وتغني التربة بكميات كبيرة منه. فالنباتات البقولية تراكم من 75-100 كغ آزوت للهكتار والذي يتساوى مع كمية الآزوت الموجودة مثلاً في 15-20 طن سماد عضوي، وتضاف الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية عند حراثة التربة وقلبها في الطبقات الدنيا، أما الأسمدة الخضراء المزروعة في الربيع تحرث في الصيف، والأسمدة الخضراء المزروعة في الصيف تحرث في التربة أثناء الخريف أما المحاصيل البقولية المزروعة في الخريف فتحرث في التربة في الربيع المبكر للسنة التالية: وفي بعض الدول في البساتين البعلية تقوم بفرش قش ومحاصيل عشبية حول الساق وبدائرة قطرها 0.5-2 م، حيث أن الناحية الإيجابية لهذه العملية يكون بتشكيل بنية حبيبية للتربة مفتتة وغير كتيمة أحد شروط المحافظة على خصوبة التربة إضافة إلى أن الأعشاب وزراعة المحاصيل العشبية تراكم المواد العضوية مما تؤدي إلى تحسن لون الثمار عند نضجها. ثالثاً: أثر بعض العمليات الزراعية على سطح التربة في البساتين المثمرة: تجري عدة عمليات زراعية لتحسين خواص التربة الفيزيائية ولزيادة خصوبتها وخلق ظروف مناسبة لنمو وإثمار الأشجار المثمرة . إن اختيار هذه العمليات الزراعية في حقول الأشجار المثمرة يكون حسب الخصائص البيولوجية لأنواع وأصناف أشجار الفاكهة، وعمر الأشجار والظروف المناخية ودرجة ميول الأرض، وكذلك حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للمكننة وللخدمة في عمليات الإنتاج. ومن المستحسن أن تتوافق العمليات الزراعية على كافة الظروف المشار إليها والتي ستساعد على حفظ أو زيادة خصوبة التربة عند استعمال الطرق الحديثة لتربية الأشجار وزيادة الإنتاج. ومن الناحية العملية تستخدم عدة طرق للمحافظة على خصوبة التربة في بساتين الأشجار المثمرة:
 1- كالمحافظة على التربة مفلوحة
 Clean Cultivation . 2- زراعة بعض أنواع المحاصيل بين خطوط الأشجار
 Inter cropping. 3- ترك الأرض بور (بدون زراعة).
 4- زراعة أعشاب قصيرة الأمد.
 5- زراعة بعض الأنواع كأسمدة خضراء.
 6- حراثة التربة في دوائر حول الساق.
 7- تغطية التربة
Sod mulchirjon. 3-1 : المحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة: Clean Cultivation إن ترك التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة وبدون أي زراعة ثانوية بين الأشجار المثمرة أحد الطرق الأساسية للمحافظة على سطح التربة في البساتين، حيث خلال فصل النمو الخضري للأشجار تجري عدة حراثات للمحافظة على سطح التربة مفككة ونظيفة من الحشائش والأعشاب يهدف التحسين المستمر للخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة وأن يزداد مخزونها من المواد الغذائية. وبهذا الأسلوب يمكن خلق ظروف مثالية للنمو والتمثيل الطبيعي للمجموعات الجذرية والأعضاء العلوية (الهوائية) للأشجار المثمرة. وبتطبيق هذه العملية على التربة نستطيع المحافظة على رطوبتها وزيادتها وبتحسين النظام الهوائي والحراري في التربة وكذلك تساعد هذه العملية أيضاً على زيادة نشاط بكتريا النترتة والتي تسمى Nitrification Bacter والتي تلعب دوراً هاماً في زيادة خصوبة التربة بخلق بيئة مناسبة لتراكم النترات والأملاح القابلة للامتصاص (من فوسفور وبوتاسيوم) حيث يساعدوا على تحسين النظام الغذائي للأشجار. الأثر الفعال الإيجابي لهذه العملية بإبقاء الأرض نظيفة خالية من الأعشاب والمحافظة على رطوبتها يعود إلى عدم وجود نباتات ثانية أخرى تشارك الأشجار غذاءها وكذلك فإن عمليات الحراثة المتكررة تعمل على تفتيت الطبقة الكتيمة والكتلة من قشرة التربة. ومن ميزات هذه الطريقة أيضاً أنها تستوعب بسهولة مياه الأمطار في الحالة البعلية وكذلك مياه السقايات في الظروف المروية وبعد تفتت سطح التربة فإن الرطوبة تحفظ جيداً ولزمن طويل حيث يقل السطح المتبخر إلى أقل مايمكن حيث تتفتت الأنابيب الشعرية في بنية التربة. تلعب الرطوبة دوراً هاماً في تحسين النظام الغذائي في التربة، وعند نقصها فإن عملية تمعدن Mineralitation المواد العضوية وإذابة الأسمدة وتفتت المركبات صعبة الهضم (صعبة الوصول للنبات) إلى مركبات سهلة الوصول والاستعمال من قبل جذور الأشجار. ففي التربة المفلوحة هناك ظروف أفضل لنمو الجذور وامتدادها الواسع في الآفاق والأعماق حيث يتزايد ويتسع السطح الجذري الماص، وتنمو الجذور وتتغلغل في طبقات تربة جديدة بحثاً عن الماء والمواد الغذائية . فنمو الأشجار المزروعة في مثل هذه الظروف يقوى ويزداد، وبالتالي تزداد البراعم والدوابر الثمرية ويزداد عدد الأوراق ويكبر حجمها ويزداد لونها اخضراراً وينشط عملها ( أي الأوراق ذات التأثير الهضمي). فالأشجار القوية السليمة تتعمق جذورها وتمتد إلى أعماق كبيرة ويكون مخزونها كبير بالمواد اللدنة التي تساعد الأشجار على الدخول في طور السكون (طور الراحة) وبتكوين براعم ثمرية بشكل منتظم ويكون الإثمار سنوياً وبكميات كبيرة والثمار تكون كبيرة الحجم وبنوعية ممتازة. ويمكن ملاحظة المردود المباشر لعملية الحراثة بزيادة المحصول وكبر حجم الثمار في الأشجار المزروعة في الظروف البعلية حيث يحافظ على خصوبة التربة بإجراء الحراثات المتكررة وبالتالي فإن لحم الثمار له بنية خلوية جيدة ودرجة صلابة جيدة، والثمار لها فترة استدامة أطول عند تخزينها. وتؤثر الحراثة النظيفة من الأعشاب بشكل إيجابي أيضاً عند هرم وشيخوخة الأشجار، بتقوية النمو وتكوين نموات حديثة وطرود خضرية جديدة وقوية وتشكيل خشب جديد باستمرار، لذا فإن هرم وشيخوخة الأشجار بعد إجراء عملية التقليم المناسب على الأفرع القديمة الجافة واليابسة يبطئ ويتأخر كثيراً، وتستمر فترات الإثمار بالكامل زمناً أطول وتزداد الأشجار عمراً أطول وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع كميات المحصول وزيادة الدخل من حقول الأشجار المثمرة. إن استمرارية حراثة التربة والمحافظة على سطحها مفلوحة نظيفة من الحشائش والأعشاب له بعض النواحي السلبية ( غير المنظورة) نجيز
الصفحة التالية