Language

مخاطر و تداعيات الإنتشار النووي على الخليج(الآثار البيئية) 2



5. تقييم المردود البيئى

· طريقة حساب أو تقدير الآثار المتوقعة
لابد من شرح معني التعرض للخطر وأشكال الجرعات المتعدده ذات ألاوزان الحسابية،ويتطلب الأمر إستخدام نموذج نظريConceptual model لحساب وبشكل تقديري إحتماليه إنبعاث الإشعاع وعليه يتم حساب مدي التقدير أو حجم التعرض لهذا الإشعاع. ويوضح هذا النموذج طريقة الإنبعاث، الاحتمالات المتوقعة والتوقعات الخاصة بمجري(Pathways ) هذا الإنبعاث ومن ثم حجم التعرض المحتمل للوسط المحيط أو القريب ممثلاً بالعمود الهوائي والتربة والمياه أو البيئة البحرية           (شكل رقم 11).

وحيث أن المفاعل الذري أو محطة بوشهر لم تبدأ بالعمل بعد فلا توجد أية أرقام أو معلومات أو قواعد بيانات خاصة بالمصدر من ناحية الإنبعاث أو حتى الأرقام الحالية أو ما يعرف بالحالة الطبيعية (data base) للموقع، وعليه فإن إستخدام النموذج النظري أو الحسابي التقديري يعطي بلا شك معلومات يمكن الاسترشاد بها لوضع خطة طوارئ خاصة بالمنطقة، ولكن لا بد من عمل البرنامج الرقابية والإبتداء في تجميع البيانات المتعلقة بالموقع حتى يتم إستخدامها في تحديث المعلومات أو النموذج.
شكل رقم 11.التعرض المحتمل للوسط المحيط أو القريب

وقبل الشروع في توضيح طريقة تقدير الآثار المتوقعة لا بد من إعطاء نبذة مختصرة حول بعض المصطلحات العلمية والتي سوف تستخدم في هذه الورقة وهي:ـ
§    قواعد البيانات الموثوق بها ( الجودة) أو المهمة quantitative/qualitative والتي تستخدم في الحسابات، ويتم إستخدامها من خلال ثلاثة خطوات تشمل الأولي التخطيط الجيد لإنتاج بيانات متعلقة بالموضوع، وتشمل الثانية طريقة جمع العينات والتحليل، فيما تتناول الثالثة تقييم المعلومات أو البيانات لمعرفة جودتها.


§    تقييم التعرض: تحديد مستوي التعرض بطريقة مباشرة للإنسان من خلال الاستنشاق أو الأكل أو التعرض الخارجي ( تاثر الجلد).

§    تقييم درجة السمية: استخدام مستويات التعرض لحساب أو قياس إحتمالية تأثر الإنسان نتيجة للتعرض بهذه الملوثات، ويحسب ذلك من خلال تحديد الملوثات ومقدار الجرعة لتلك الملوثات.

§    تصنيف معدل الخطورة: إستخدام أو تلخيص النتائج المستخلصة بغرض تصنيف معدل الخطورة ( كمية أو نوعية ) لحساب إحتمالية التعرض للسرطان بعد فترة التعرض للملوثات.

§    معدل الشك أو غير مأمون الحدوث(uncertainity): يتم الأخذ بهذا المبدأ تبعاً لقوة وجودة البيانات المستخدمة، وكذلك لعدم الإحاطة التامة بكل أبعاد الموضوع أو المدخلات النظرية أو الطريقة الحسابية.

·                                                             النموذج المبدئي
عند حساب مدي التعرض للملوثات يمكن تعريف معدل التعرض بشكل عام بالإتصال المباشر بين الإنسان والمواد الملوثة. ويحتوي الأمر كيفية هذا الإتصال  من خلال الهواء أو الماء أو الأكل مع كمية الجرعة. وعليه لا بد وأن يكون التصور أو الحساب العلمي الصحيح معتمداً علي: معرفة مصدرالتلوث،ماهية أو طريقة إنبعاث التلوث، طريقة النقل أو الوسط (Transport medium)، نقطة الاتصال exposure point، نوع أو كيان المتلقي أو المتأثر بهذا التلوث Potential human receptor وأخيراً منحني أو كيفية التعرض لهذا الخطر (route of exposure).

ويشكل العاملين الأخيرين وهما مسلك التعرض وماهية المتعرض( ذكر أم أنثي، صغير أو كبير، التأريخ المرضى) عاملين مهمين أو أساسين في حساب مآل التعرض (exposure pathway) ويتم استخدام سيناريوهات التعرض exposure scenarios لتحديد المعدل التراكمي لمدي التعرض للملوثات أو المواد الخطرة (chemicals of concerns).

الفرضيات المستخدمة
1. الانبعاث الطبيعي
يشكل الانبعاث الغازي ركيزة مهمة(شكل رقم 11) مما يؤكد علي ضرورة متابعة قياس نسبة الإشعاع لضمان الحصول علي المعلومات المهمة حول هذا المجال. وهذا يتطلب عمل برنامج رقابي دقيق كي يغطي المنطقة المتوقع تأثيرها. وحيث أن المواد الكيميائية أو المركبات الخطرة تخرج معظمها عن طريق الإنبعاث الغازي فيأتي التأثير من خلال عملية الاستنشاق عن طريق الهواء او عن طريق التربة ومياه البحر ويتطلب الأمر وضع الأطر العامة للتعامل مع كلا الاحتمالين:
§  يكمن الخطر الأول من انصهار القضيب في المفاعل الذري وهذا ما حدث في قضية( شرنوبل)، وبعد التحري وعمل الكثير من الدراسات تم التأكد من أن المشكلة ترجع أو كانت بسبب غياب الوعي التقني وعدم وجود الإرشادات الخاصة بالتعامل في تلك الحالات الطارئه.
§  وقد تم إستقراء الكثير من العبر والدروس من تلك الحادثة، وما يهمنا في هذا المجال هو الإستعداد بعمل برامج رقابية بإستخدام سيارات أو أجهزة خاصة(mobile stations)    لقياس معدل الإشعاع. وينبغي التنوية بأنه لابد من عمل خطة أو خطط محلية وخطة إقليمية تتعامل مع الحدث بشكل سلس في حالة حدوثه.

§  يعتمد مفاعل بوشهر علي استخدام الماء المضغوط   pressurized water والذي صمم لإنتاج 1000ميغاوط (1000MW) من الطاقة، وعليه يجب التأكد من الوقت والمدة ومقدار الجرعة او مدى الإستمرارية (frequency) لكل عنصر من عناصر أو مواد التلوث، وتبدأ عملية التقييم باحتساب الأمور التالية: وصف موقع الانفجار، الإستفادة من القياسات او المعلومات المتوفرة، نوعية الملوثات الممكن إنبعاثها، تحديد مسار تلك الإنبعاثات، تحديد مدى الإنتشار بإستخدام المعلومات من شدة وإتجاه الرياح، عمل تقييم السميه، حساب معدل التعرض والخطورة المتوقعة مع تحديد معدل الشك(Uncertainty).

2. الانبعاث الشديد نتيجة للإنفجار
حتى ولو كان الإنفجار غير وارد حالياً بالنسبة للمفاعل الذري في محطة بوشهر لكون هذا المفاعل جديداً وعمل بطريقة علمية جيدة، إلا أن إحتمال حدوث ضرر وارد. ويعمل تقيم الوضع على ضمان الأستعداد الجيد عند حدوث اى طارئ.  والاحتمال الوارد ينقسم إلى نوعين وهما:
·             إنصهار القضيب الرئيسي (Core Meltdown) أو
·             التسرب من الجزء الثاني (منطقة التبريد):coolant  containment  
وهذا النوع من المفاعلات يستخدم المياه العادية لثلاثة مهام: للتبريد الرئيسي والتبريد الثانوي وللجزء الخاص لمعادلة التفاعلات (neutron moderation ). ويعتبر هذا النوع من المفاعلات الأكثر شهرة في الوقت الحاضر. وحيث أن تصميم المفاعل يتكون من ثلاث مراحل فهذا بحد ذاته يمنع خروج أو إنبعاث الغازات إلى الخارج. وقد روعي في التصميم صعوبة حدوث إنفجار أو تصدع في النظامين من الداخل مما يقلل من فرصة خروج الماء الملوث بالإشعاع (نتيجة التبريد). هذا وحتى في حالة حدوث مثل هذا الإحتمال فلا بد وأن يكون شديداً وذا كثافة أو نسبة عالية حتى يكون تأثيره قوياً على الماء المحيط أو القريب من الموقع ومن ثم إلى الخليج العربي.
 وبشكل عام فإنه لحساب إحتمالية تأثر المياه الملوث على الوسط المحيط ومنه إلى دول الخليج ومنه إلى الإنسان عبر استهلاك المياه لابد من حساب العديد من النقاط والتي تدخل في مجال الشك (uncertainty).


عملية التقييم:
بمراجعة شكل رقم 11 ومع الأخذ بعين الإعتبار الخصائص الطبيعية لمنطقة الخليج يمكننا القول بان إمكانية حدوث إنجار فى المفاعل قليلة من الناحية العلمية. وفى حالة حدوثه فإن المتضرر الرئيسى هو التجمع السكانى القريب من الموقع. وعامل الرياح (شمالية غربية) وقلة الأمطار تساعد فى عدم وصول التراكيز العالية من الملوثات إلى التجمعاعات السكانية فى منطقة الخليج. والإحتمال الوارد هو إنتقال الملوثات عن طريق حركة المياه فى الخليج وحيث أن حركة المياه فى إتجاه عكس عقارب الساعة فهذا قد يؤدى إلى إنتقال الملوثات إلى المنطقة الشمالية للخليج .ونظرا للطبيعة الطينية للقاع فى تلك المنطقة فمن الطبيعى إفتراض بقاء الملوثات فترة مما يؤثر سلبا على الموارد السمكية، فضلا عن جودة الماء. والأمر يزداد سوءأ إذا علمنا ان المصدر الرئيسى للمياه فى الخليج هو تحلية مياه البحر.

تقدير جرعة التعرض للإشعاع.
يكمن القلق الرئيسي من موضوع الفاعل الإيرانى  فى إحتمالية تسرب المواد المشعة مثل اليود والسترونشيوم والتي تؤدى إلي السرطان في الغدة الدرقية من خلال التأثر الخارجي أو إستنشاق الهواء الملوث.
ويشكل اليود 131(131I) والسينريوم(134Cs/ 137Cs) النسبة الأخطر من ناحية التأثير علي الجسم مقارنة مع النظائر المشعة الأخرى. ويمكن الإستعانة بالمعلومات المتوفرة حول الحوادث الماضية كمثال يساعد على إتمام عملية التقييم، وعليه يمكن تلخيص أو تصنيف المجموعات المتضررة من حادث تشرنوبل علي النحو التالي.
§      إخلاء تام للسكان في محيط 30كم وذلك بسبب التعرض الشديد للإشعاع وحيث تتراوح الجرعة من 70 ميغاوات (للبالغين أو كبار السن) إلي 100 إلي الأطفال. وقد تم معرفة مانسبته 15ميلفردت  كجرعة تم التعرض لها لكل شخص قبل أن يتم إرتحالهم إلي مكان أكثر أمناًَ. وتبعاً لقربهم أو بعدهم من مركز الانفجار كان التعرض شديداً أو أقل شدة.
§    تعرض الناس للإشعاع بعد محيط 30 كم بسبب الترسبات الجوية فقد لوحظ ارتفاع لمعدل الإصابة بالغدة الدرقية علي الأطفال الذين استهلكوا حليب الإبقال. وقد تم تسجيل الإشعاع ما قيمة 5 إلي 250(msv) شخص،في تلك المنطقة تأثر السكان خارج الاتحاد السوفيتي بباقي الإشعاع المتطاير ومن خلال التأثير بالتطاير للمواد المشعة وهي اليود والسينريوم(Cs) وكانت النسب قليلة ومختلفة التراكز تبعاً لوجود أو تزامن حدوث الأمطار أثناء مرور غبار أو جسيمات الإشعاع، وكانت أعلي التراكيز المسجلة هي 1 إلي 2 msv في بعض المناطق الأوربية.
وتبعا للمعلومات المتوفرة فإن الضرر الشديد يصيب المناطة القريبة من موقع الحادث، ولكون أقرب الأماكن هى الكويت والسعودية فإن الإحتياطات الشديدة لا بد فى البدء بها فى الحاضر وليس فى المستقبل.

الأثر الصحي    health lmpact               
يتراوح الأثر الصحي من الموت المفاجئ أو الإصابة بالسرطان أو الأضرار النفسيةوالإجتماعية والتي تؤثر سلباً علي الحياة الطبيعية.

الأثر علي الزراعة والبيئة Agricultural and Environmental Impact
يكمن الضرر في الإشعاع علي التغير في أنواع المحاصيل الزراعية وطبيعة الغذاء الناتج وقد تم عمل أو إجراء التجارب الكثيرة فى الدول المتضررة لتأهيل أو للتخلص من الإشعاع فى التربة الملوثة والمحاصيل الزراعية ومنها إلي تحسين جودة حليب الأبقار. وتم الفحص الدوري والدقيق علي المنتجات الزراعية والحليب من الأبقار للتأكد من خلوه من أية مواد مشعة.
وقد تم ظهور الإرباك في الدول الأوربية نتيجة الخشية من تأثير الأبقار والحيوانات الأخرى بالإشعاع نتيجة لاستهلاكها المحاصيل الزراعية.
وكان الأثر شديداً وما زال في الغابة القريبة من الانفجار والتي سميت بالغابة الحمراء Red Forest نتيجة لتأثيرها الشديد بالإشعاع.
 لم تظهر الآثار في المياه أو الأنهر لأنها كانت بعيدة نوعاً ما من مصدر الإنفجار وتم تسجيل ماقيمتة 1 إلي 2% من المعدل الكلي للإشعاع،ونتيجة للمتابعة الدورية لم تظهر آثار علي الإنسان نتيجة لإستهلاك المياه من الأنهر أو الجداول المائية، ولكن بوجه عام تم التوجيه علي إدامة البرنامج الرقابي للتأكد من جودة المياه ولإتخاذ اللازم عند تسجيل النسب المرتفعة.
وحيث أن المنطقة الخليجية لا تمتاز بالزراعة الشديدة مثل الدول الغربية، إلا انه يجب الإحتياط بعمل القياسات والمتابعة الدورية لمجموع الموارد الحيوانية لضمان الحصول على قواعد المعلومات اللازمة لدراسة معدل التعرض فى الحالات الطارئة.

الأثر التراكمي   Residual Impact
تشكل العوامل التالية ما يعرف بالأثر التراكمي للمحطات الشبيهة بالمحطة الإيرانية:ـ
1.   إحتمال تصدع الغطاء الخارجي للمفاعل
2.   إحتمال تسرب المياه الملوثة إلي الجداول المائية أو المياه الجوفية.
3. إحتمال تسرب المواد المشعة إلي الغلاف الجوي من جسم الغطاء الكونكريتي Concrete Structure Cover.
4. طريقة التخلص من النفايات مع المعدات الملوثة بالإشعاع حيث تم استعمال مع مجموعه 800 بقعة أرضية لدفن المعدات الخاصة بشرنوبل.
لقد تم تناول النقاط الثلاثة الأولى من قبل، وفيما يخص النقطة الرابعة فإمكان دول الخليج المساعدة فى عمل درا سات المردود البيئى والتى تساعد فى تحديد أماكن التخلص من النفايات النووية.  

5.   الإستنتاج والتوصيات

·       تصنيف الحادث في المفاعلات النووية:

في الأحوال العادية يعتبر تشغيل المفاعل آمناً لأنه قد روعي في تصميم المفاعل أن يكون محصناً بوجود عدة حواجز هندسية متتالية في مجموعها قادرة علي منع إنطلاق أية مواد مشعة خارج المبني الحاوي للمفاعل.ولقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمل مقياس لمعايرة وتصنيف الحوادث النووية في المفاعلات(I N E S ). ثم قررت الوكالة التوسع في استخدام هذا المقياس وتعميمه ليشمل كل المنشات النووية الخاصة بالإستخدام السلمي للطاقة النووية أو أثناء نقل المواد المشعة من وإلي المنشئات( شكل رقم 12). وقد تم تقييم الحوادث في هذا المقياس إلي سبع مستويات مختلفة تتدرج في الشدة من المستوي الأقل إلي الأعلى بناءاً علي العوامل التالية:

§       التأثير داخل المنشأة.

§       التأثير علي البيئة خارج المنشأة.

§       تشغيل الحواجز الهندسية للامان.
 شكل رقم 12. تصنيف الحوادث النووية

ويتضح من الجدول التالي(جدول رقم 3) المستويات المختلفة للحوادث الإشعاعية والنووية طبقاً لتصنيف International Nuclear Event Scale (INES 

جدول رقم 3. يوضح مستويات الحوادث الإشعاعية طبقاً لتصنيف (INES)


مستوى الحادث/التوصيف
منطقــة التأثيــر

التأثير خارج المنشأة
التأثير داخل المنشأة
التأثير على تشغيل أنظمة الأمان
7.
  حادث رئيسي كبير
تسرب كبير للمواد
المشعة ذو تأثير على البيئة وصحة الجمهور.


6.
حادث جدي
تسرب محسوس ذو أهمية للمواد المشعة ويحتاج لتطبيق كل إجراءات الطوارئ الوقائية كاملة


5.
حادث له أخطار خارج حدود المنشأة
تسرب محدود ويحتاج لتطبيق بعض إجراءات الطوارئ الوقائية أو أجزاء منها.
ضرر شديد لقلب المفاعل أو دروع الأمان من الإشعاع.

4.
حادث بدون أخطار ذات أهمية خارج حدود المنشأة
تسرب قليل يؤدي لتعرض الجمهور إلى جرعة إشعاعية في حدود القيم المسموح بها لهم
ضرر ملحوظ ذو أهمية لقلب المفاعل أو دروع الأمان من الإشعاع مع تعرض إشعاعي قاتل للعاملين.

3.
حادث جدي
تسرب قليل جداً يؤدي لتعرض الجمهور إلى جزء من الجرعة الإشعاعية المسموح بها لهم.
انتشار شديد للملوثات الإشعاعية مع تأثيرات صحية حادة للعاملين
تم استنفاذ كل طبقات الأمان، كل أنظمة الأمان تعمل
2.
حادث

انتشار ملحوظ للملوثات الإشعاعية مع تعرض العاملين لجرعة إشعاعية زائدة.
الأحداث التي تؤدي إلى تعدي ذو أهمية لشروط الأمان في التشغيل.
1.
مخالفة القياس أو المعهود


حدوث غير عادي يتعدى نظام التشغيل المسموح به

انحراف بالتشغيل ولكن في حدود القيم الآمنة
ليس له تأثير


وعند مراجعة الجدول يتبين بأن التحرك من قبل دول الخليج العربى لا بد وأن يبدأ عندما يصل الوضع إلى المستوىالرابع.
  
الدروس المستفادة Lessons Learned
لا ينبغي أخذ حادث تشرنوبل كمثال يحتذي به عند المقارنة، ولكن طريقة التفاعل والنتائج أعطت الإنطباع بأن الناس لم تكن مهيأة أو مستعدة للتعامل مع هكذا حدث وعلية لابد من أخذ العبرة من تلك الأحداث. ويمكن تلخيص الوضع أو الدروس بالتالي: ـ
1.               الاهتمام بسلامة وأمن المفاعل .
2.     وجود التصنيف المناسب الذي يتبع في إدارة الإحداث والتعامل في حالة              الإنبعاث أو حدوث الإنفجار.
3.               طريقة الطوارئ وتحديثها بناءاً علي المستجدات
4.               سهولة الاتصال   Communication
5.                الحالة أو الطوارئ الطبية لعلاج الحالة.
6.               طريقة أو البرنامج الرقابي.
7.               معرفة مآل الملوثات في الطبيعة. Radio- ecological processes
8.               الخطة التي تختص بالغطاء النباتي(إدارة الزراعة).
9.               وجود المعلومات إلي الناس بطريقة سهلة
10.          الشفافية في توزيع المعلومات علي الدول المجاورة
11.          عدم وجود برتوكول موحد يمكن إتباعه من قبل الدول القريبة من موقع     
       الحادث.
التوصيات
1.   تحصيل وتوفير البيانات الخاصة بالموقع قبل عمل المحطة.

2.   أثناء عمل المحطة: تنفيذ برنامج رقابي صارم وكامل الشفافية في نقل المعلومات إلي الدول المحيطة تبعاً لبرنامج الأمم المتحدة.

3.         عند حدوث طارئ وتبعاً لشدة الحدث تتم الإحتياطات التالية:
·       بسيط ـ متابعة أداء البرنامج الرقابي.
·       متوسط ـ تبادل المعلومات ومحاولة الحد من وصول الملوثات.
·  شديد ـ الامتناع عن استعمال مياه التبريد أو تحلية المياه/ الإعتماد علي المواد الغذائية المستوردة، فحص دائم للمحاصيل الزراعية في المنطقة مع فحص دائم لجودة المياه والمياه الجوفية.

4.   إجراء مناورة:(dill) لملاحظة قوة التفاعل والإتصال بين الدول المعنية، ومعرفة مدي الحاجة إلي المساعدات الفنية من الدول المتقدمة أو ذات الخبرة في هذا المجال، وللتأكيد علي وجود خطة يمكن تبينها من الدول الخليجية. ويجب عدم الاعتماد كلياً علي إعلان وكالة الطاقة الذرية لحدوث الخطر النووى وإنما من خلال المتابعة الدقيقة لنتائج برامج الرصد وعلي مدار الساعة.

5.   تطوير برنامج إقليمي للتعامل والتنسيق بين الدول الأعضاء لمعرفة الإمكانيات المتوفرة من معدات ومعلومات وعمل متابعة دائمة للملوثات المتوقع إنتشارها من المفاعل مع تشجيع الجهود الدولية الخاصة بمراقبة ومتابعة فحص إجراءات السلامة الخاصة بالمحطات أو المفاعلات النووية.

6. تشجيع إستخدام الوقود النووي  nuclear fuel أو المعروف    spent fuel والإبتعاد قدر الإمكان عن دفن النفايات النووية أو الذرية في الأماكن الجيولوجية
    المنخفضة أو الوديان. ويتم التشجيع لهذه الأسباب: 1) يؤدي ذلك إلي الانخفاض في حجم النفايات،2) إدارة جيدة من ناحية تقليل النفايات،3) التخلص الآمن من النظائر والنفايات المشعة والتي قد تسبب إضرار بالبيئة علي المدى البعيد.

7.  تبني برتوكول خاص بالمنطقة يحمل كل التفاصيل أو الإجراءات الخاصة ببرنامج الرقابة الدولية وتوزيع المعلومات المرتبطة بالموضوع.ويشمل التالى:
·       توزيع ونشر المعلومات والأبحاث والبرامج الخاصة بالتعامل مع الأحداث بين الدول المعنية
·       الاستعانة بالخبرات الدولية في المجال النفسي والصحي المرتبط للتعرض لتلك الملوثات أو الإشعاع
·  استخدام النمذجة الرياضية atmospheric dispersion model(s)  والتي تستخدم لحساب معدل الانتشار الخاص بالإشعاعات النووية.
1.   الخاتمــة

رغم أن إيران مؤهلة لإمتلاك التقنيات النووية الحديثة وأن إحتمال التسرب الإشعاعي ضئيل وقد يكون ملموساً في أسوء الأحوال في الغذاء والمياه المتاخمة مباشرة لموقع المفاعل، إلا أنه لا بد وأن نستعد لأسوء الظروف والمتمثلة فى وصول الملوثات وبدرجة عالية إلى مياه الخليج العربى وخاصة الى الجزء الشمالى الغربى.
هناك إمكانية تأثر البيئة فى دول الخليج بالمفاعل النووى الإيراني حتى وإن كان مفاعل بو شهر من مفاعلات الماء الخفيف الحديثة التصميم والمزودة بانظمة سلامة وافيه للتعامل مع حوادث التسرب لأية مواد مشعه.
إن مياه البحر لدول الخليج سوف تتأثر بالحوادث النووية ولو حدث تسرب للملوثات النووية فى المياه يمكن رصده في مآخذ المياه لمحطات التحلية كما أنه توجد خبرة لدى دول المنطقة ومنها الكويت فى التعامل مع الحوادث الطارئة ومنها موضوع تتبع آثار حادثة حقل نوروز في الثمانيات التى سربت كمية كبيرة من البترول في مياه الخليج.
واخذا بعين الإعتبار المسافة بين دول المنطقة ومحطة بو شهر(300كلم) فمن الممكن ان يكون التأثير محدوداً جداً، إذ سيقتصر على حالات الحوادث الجسيمة التى قد يتعرض لها المفاعل أثناء تشغيله، مما قد يؤدى الى تسرب كميات ملموسة من المواد المشعه الناجمة عن إحتراق الوقود النووى من قلب المفاعل الى خارج مبني اللإحتواء وإحتمالية إنتقال بعض هذه المواد الملوثة عن طريق التيارات الهوائية والانتشار الى البلدان المجاورة مثل الكويت والسعودية. وللعلم فإن مفاعل بوشهر هو من مفاعلات المياه الخفيف الحديثة التصميم وكما هو معروف فهذا المفاعل من تصميم وصناعة روسية متقدمة تشابه كثيراً تصاميم مفاعلات الماء الخفيف الغربية ومزودة بانظمة سلامة وافيه ومتكررة للتعامل مع الحوادث من اجل منع تسرب مواد مشعه من الوقود النووى، كما أن هذا النوع من المفاعلات يختلف كلياً عن المفاعلات الروسية القديمة التصميم مثل مفاعل تشرنوبيل والتى أوقف العمل بها نتيجة لعيوب جوهرية في التصميم وكذلك أنظمة السلامة والأمن. وعليه فإن فرصة وقوع حادث جسيم في مفاعلات الماء الخفيف المتقدمة مثل مفاعل بوشهر ضئيلة جداً، وفي المتوسط لا تزيد عن 1 في المليون في السنة على الأقل من حيث التصميم، وحتى عند وقوع مثل هذا الحادث الجسيم، فإن أنظمة السلامة والأمن مصممة لكي تعمل على عدة مستويات وبشكل متكرر أو رديف. كما أن المفاعل محاط بمبني يمكنه أن يحتوى على المواد المشعه التي قد تنفد بالرغم من أنظمة السلامة المتكررة، وفي حالة حدوث خرق في مبني الإحتواء المحيط بالمفاعل فإن كمية المواد المشعه التي قد تنطلق الى الجو محدودة ومعظمها غازي او على شكل أبخرة تتكثف قريباً من محيط المبني.
إن بعد دول الخليج عن موقع المفاعل يعني أنها لا يمكن ان تتأثر بشدة من الإشعاعات المباشرة عند وقوع حادث، كما أن المواد المشعة التي يمكن ان تتسرب من قلب المفاعل هي ضئيلة أصلا وستنشر في الهواء، حيث سيقل تركيزها تدريجياً جراء إختلاطها بكميات كبيرة من كتلة الهواء في الغلاف الجوى،علاوة على أن الرياح السائدة في المنطقة معظم أوقات العام هي شمالية غربية، مما سيقلل أيضاً من فرصة وصول اى كميات ملموسة من المواد المشعة الى الأراضي الخليجية.
بالمقابل تعتبر حركة مياه البحر عاملا مهما فى نقل الملوثات إلى الجهة الشمالية الغربية،ومنها إلى الثروة السمكية. ويحدث التأثير فى حالات تناول الأطعمة أو الشراب الملوث بالمواد المشعه المتسربة وهذا قد يكون ملموساً في أسوأ الاحوال في الغذاء والمياه المنتجة في المناطق المتاخمة مباشرة لموقع المفاعل في ايران، وكما هو معلوم فإن المنطقة التى يقع فيها المفاعل ليست زراعية.
بالرغم من إحتواء المفاعل في منطقة بوشهر على آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا الروسية بعد الاستفادة من دروس ماحدث في شرنوبل والإعتماد على الماء المضغوط ووجود درجات عالية من الأمان من خلال التصميم الجيد، لكن وبشكل عام،  يجب أخذ الإحتياطات الضرورية من قبل الدول المعنية في منطقة الخليج لضمان عدم التأثر أو التفاعل الحسن عند حدوث الطوارئ.وتتمثل هذه الإحتياطات بالتالى:-
1.   قياس المستويات القاعدية من الإشعاعbase  Background data
2.   متابعة قياس المستويات من خلال برامج رقابية محددة.
3.   تقييم جودة هذه القياسات
4.   توفير الأرقام الخاصة بالمعلومات الصحية للتجمعات البشرية القريبة من السواحل البحرية للخليج.
5.   الإستعداد لحساب معدلات التعرض ومنها إحتمال الإصابة بالسرطان.
6.   الاهتمام بالقياسات الخاصة بالأحوال الجوية والتيارات المائية.
7. التواصل التام مع الوكالة الدولية للطاقة مع الشفافية التامة للمعلومات المقاسة، ويكون ذلك عبر الإجتماعات الدورية.
8. قياس معدل التعرض للكائنات البحرية القريبة من بو شهر مع توزيع تلك المعلومات على الدول المعنيه.
9. الاهتمام بإستخدام النماذج الرياضية المدعمة بالأرقام والقياس وتوفير البيانات المطلوبة بغرض الوصول إلى التقييم الجيد وتقليل ما يسمي بحالات الشك"uncertainity ".
 المراجــع:
           
            1. Botkin. D. B and keller, E.A. 2003. Nuclear Energy and the Environment: in                 Environmental Science. (Botkin and Keler edts); john wiley & sons, inc. 4th             Edition, pp668.  
     
      2. State of the Environment Report. 1991. Environmental Protection Council “A   Case    Study of Crimes Against the Environment”. Kuwait.

      3. The Environmental and Health Impact of the Kuwaiti Oil Fires. 1991.    Proceedings     of an International Symposium held at the University of       Birmingham, 17th October 1991. Edited by Dr. Ahmed K.S. Al-Shatti and Prof.   J.M. Harrington.

      4. Al-Ymani, F.; Bishop, J.; Ramadhan, E.; Al-Husaini, M and Al-Ghadban, A.N.             2004. Oceanographic Atlas of Kuwait's Waters. Kuwait Institute for Scientific          Research. 4 films printing, Kuwait. ISBN  99906-41-19-6

      5. Integrated Coastal Areas Management. 2000. Guidelines for the ROPME          Region. ROPME/GC-10/001. Regional Organization for the Protection of the             Marine Environment, Kuwait, 96pp.

      6. SOMER (2003). State of the Marine Environment Report. ROPME/GC-11/003.            Regional Organization for the Protection of the Marine Environment, Kuwait,     217pp.
     
      7.  Khan, N.Y; Munawar, M and Price, A.R.G. 2002. The Gulf Ecosystem Health             and Sustainability. (khan et al editors). Kuwait Institute for Scientific Research      and Backhuys Publishers, Leiden, 509pp.  

      8. Iran Nuclear Enrichment Sites; Nuclear Threat Initiative (NTI), 2006.                 http://www.nti.org

      9. Environmental Assessment for the Decontamination, Demolition, and Removal             of various Facilities at the West Valley Demonstration Project. US Dept. of          Energy, West Valley Area Office, New York, June 2006.

      10.  NEI – Nuclear Waste Disposal.

      11. Bushehr – Iran Nuclear Reactor

      12.  Proposed procedures and action to respond to potential danger from the          Iranian Nuclear Power Plant. 2006. Ministry of Public Health, Kuwait

العودة للمكتبة
العودة لصفحة السابقة
======