وللقرآءة آفات هي :
1-( قلة الصبر على القراءة والمطالعة ).
2-( ضعف التركيز ).
3-(ضعف المنهجية في القراءة )
وصف الكتاب
الكتاب نعم الأنيس في ساعة الوحدة ونعم القرين ببلاد الغربة، وهو وعاء مليء علمًا وليس هناك قرين أحسن من الكتاب، ولا شجرة أطول عمرًا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتاب مفيد، والكتاب هو الجليس الذي لا يمدحك والصديق الذي لا يذمك والرفيق الذي لا يملك ولا يخدعك إذا نظرت فيه أمتعك وشحذ ذهنك وبسط لسانك وجوَّد بيانك وغذى روحك ونمى معلوماتك، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة.
ولو لم يكن من فضله عليك إلا حفظه لأوقاتك فيما ينفعك وصونها عما يضرك من فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة ومجالسة من لا خير فيهم، لكان في ذلك على صاحبه أسبغ نعمة وأعظم منة فالكتاب صديق يقطع أوقات فراغك في مؤانسة تنجيك من الوحدة المملة، كما ينقل إليك أخبار البلاد النائية فتعرف أنباءها كما تعرف أنباء بلدتك([1]).
لماذا نقرأ الكتب؟
نقرؤها لأن في القراءة فوائد متعددة سوى ما تقدم منها:
1- أن في القراءة متعة للنفس وغذاء للعلم والعقل والروح.
2- وفيها إزالة لفوارق الزمان والمكان فيعيش القارئ مع الناس جميعًا أينما كانوا وأينما ذهبوا.
3- وفي القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب يفيض بالهدى والرشاد والنصح والتوجيه والمعرفة.
4- وفي القراءة سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وآثار الماضي وبقاياه وآمال المستقبل.
5- والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية.
6- ويستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار والأقطار.
7- ونقرأ وصف الرحلات في مختلف أنحاء الأرض فيحملنا الكاتب إلى قمم الجبال ثم ينزل بنا إلى الأدوية ويسير بنا بين الرياض الخضراء ثم ينتقل بنا إلى الصحاري الجدباء وكأننا رفاقه لا يفصلنا عنه طول الزمان ولا يحول بيننا وبينه بُعد المكان (إن شئت فاقرأ رحلة ابن بطوطة في مجلدين).
8- وبالقراءة تستطيع أن تكون مع الكتاب والعلماء والمفكرين صداقة تحس بفضلها وتشعر بوجودها، فالقارئ أخذ من صديقه المؤلف أحسن وأجمل ما عنده لأن المؤلف لا يكتب في كتابه إلا كل ما فيه فائدة أو خبرة أو نفع أو توجيه ويختار من الكلام، أحسن ما يجده([2]).
9- وبالقراءة يعرف تفسير كلام الله-القرآن الكريم-الذي هو أهم المهمات وتستخرج كنوزه وعلومه وأحكامه ويعلم حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه وأمثاله وبشاراته وإنذاره وعظاته وقصصه.
10- وبالقراءة تعرف سنة رسول الله r التي هي شقيقة القرآن والمصدر الثاني للتشريع الإسلامي وهي تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه.
11- وبالقراءة تعرف سيرة رسول الله r وأخلاقه التي لنا فيها عظة وعبرة ولنا فيها أسوة حسنة صلوات الله وسلامه عليه.
12- وبالقراءة تعرف علوم الأولين والآخرين وأحوال السابقين واللاحقين.
13- وبالقراءة يسير الإنسان بفكره وعلمه في أنحاء المعمورة وهو جالس في بيته أو مكتبته.
14- وبالقراءة يعرف الفرق بين الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه والمباح.
15- وبالقراءة يعرف طريق الخير والسعادة وطريق الشر والشقاوة وأعمال أهل الجنة، وأعمال أهل النار، وتعرف أوصاف الجنة وأهلها وأوصاف النار وأهلها.
16- وبالقراءة يعرف الجزاء والثواب للمطيعين والعقاب للعاصين.
17- وبالقراءة والعمل بها تحصل سعادة الدنيا والآخرة والسلامة من شقاوة الدنيا والآخرة، وهذا وإن العلم بحر عميق لا ساحل له وعمر الإنسان قصير محدود، لذا ينبغي له أن يحفظه بالقراءة فيما ينفعه وأن يعمل بما يقرأ وأن يبدأ بالأهم فالأهم وأهم المهمات تعلم كتاب الله تعالى وتفسيره والعمل به، وسنة رسول الله r وشروحها ففيهما السعادة والنجاة قال r «إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه»رواه الحاكم([3])