Language

تطوير إنتاج وتصنيع وتسويق الألبان لدى صغار المزارعين4


-5-4 المحددات التشريعية والتنظيمية:

        بالإضافة إلى المعوقات السابقة الذكر فان إنتاج الألبان في الوطن العربي يعاني من العديد من المشاكل والمعوقات التشريعية والتنظيمية التي تتشابه والى حد كبير في كثير من الدول المنتجة للألبان ومن أهما غياب او ضعف التشريعات الخاصة بالصحة والمواصفات، ضعف تطبيق العمليات الرقابية على سلامة الألبان ومدى مطابقتها للأنظمة والقوانين والمواصفات (القواعد الفنية) وخاصة على منتجات القطاع التقليدي والتي تشكل النسبة الأكبر من الإنتاج،. وفيما يلي سردا مختصرا لأهم المشاكل التشريعية والتنظيمية التي تجابه إنتاج الألبان في الدول العربية الرئيسية المنتجة للألبان.

أ) السودان:
*  غياب و/أو ضعف القوانين والتشريعات اللازمة لضبط جودة الألبان ومنتجاتها مما خلق نوع من الفوضى في العملية التسويقية.
*  عدم تقيد المصانع بالمواصفات القياسية المحددة، وقيام الباعة المتجولون ببيع الألبان الطازجة دون رقابة صحية وإدارية صارمة.
*  غياب القوانين والأنظمة و الحوافز التي تحث مصانع الألبان على التدرج في استعمال الألبان الطازجة المحلية بدل الألبان المجففة المستوردة.
*  غياب اللوائح القانونية التي تحدد شروط ومواصفات وتصميمات مصانع الألبان وعلاقتها مع صغار المنتجين.
*  مسئولية الجوانب المتعلقة بقطاع الألبان وتنميته غالباً ما تكون متفرقة بين عدد من الوحدات الحكومية التي تفتقر الى التنسيق. وهنالك نقص كبير في المنظمات والهيئات العاملة في مجال الألبان والقليل الموجود منها بلا سلطات أو قوانين تسنده.

ب) مصر:
*  غياب و/أو ضعف القوانين والتشريعات اللازمة لضبط جودة الألبان ومنتجاتها مما خلق نوع من الفوضى في العملية التسويقية .
*  عدم كفاية التشريعات القانونية والتنظيمية التي تنظم وتراقب الوظائف التسويقية والعلاقة بين كافة المشتركين بالعملية التسويقية من منتجين وتجار ووسطاء ومستهلكين.
*  ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بالجودة والمواصفات والمقاييس نظرا لعدم كفاية الكوادر من جهة ولعدم كفاية التدريب المعطى للمراقبين من جهة أخرى.
ج) سوريا:
*       تعدد الجهات اللازمة لمنح مواصفات وتراخيص إقامة المشاريع الصناعية.
*  عدم كفاية التشريعات القانونية والتنظيمية التي تنظم وتراقب الوظائف التسويقية والعلاقة بين كافة المشتركين بالعملية التسويقية من منتجين وتجار ووسطاء ومستهلكين.
*       ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بالجودة والمواصفات والمقاييس.
د) الجزائر:
*  عدم كفاية التشريعات القانونية والتنظيمية التي تنظم وتراقب الوظائف التسويقية والعلاقة بين كافة المشتركين بالعملية التسويقية من منتجين وتجار ووسطاء ومستهلكين.
*       ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بجودة الألبان وخاصة في مناطق الإنتاج التقليدي.

هـ) المغرب:
*   ضعف مساهمة الهيئات من تعاونيات وجمعيات منتجين ومصانع تحويلية ووحدات الأعلاف، في برامج تطوير قطاع إنتاج الحليب على الرغم التطور الذي عرفه التنظيم المهني خلال العقود المنصرمة، حيث بقيت أعمالها  منحصرة في إنجاز عملية استيراد الأبقار لفائدة المنتجين وتزويدهم بمدخلات  الإنتاج عند الطلب والمساهمة في التلقيح الاصطناعي خاصة في المناطق المروية.
*       ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بجودة الألبان وخاصة في مناطق الإنتاج التقليدي.

و) السعودية:
*       مواصلة إصدار تراخيص إنشاء المزارع دون النظر إلى تركزها في مناطق دون غيرها.
*       عدم مراعاة الظروف المناخية  في مناطق الإنتاج عند منح تراخيص إنشاء المزارع .
*  عدم وجود نظام محدد ينظم العلاقة بين كافة المتعاملين في إنتاج وتصنيع وتسويق الألبان. حيث يجري العمل حاليا على وضع نظام لمجلس الألبان يحدد وينظم العلاقة بين كافة المتعاملين.
*       ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بجودة الألبان وخاصة في مناطق الإنتاج التقليدي .
الباب الثالث
تسويق وتصنيع وتجارة الألبان ومنتجاتها

3-1 أنماط الاستهلاك ورغبات المستهلكين:
        تمثل الألبان ومنتجاتها أهمية خاصة في غذاء كافة الفئات العمرية لكونها تتفوق على بقية الأغذية بقيمتها الغذائية ولاحتوائها على كافة العناصر الغذائية المتوازنة. ونتيجة لذلك فقد ازداد الطلب على الألبان ومنتجاتها في الوطن العربي. وقد ساعد على ذلك النمو السكاني وزيادة الوعي بقيمة الألبان. ويعتبر اللبن الطازج (الحليب) الشكل المفضل لاستهلاك الألبان في الوطن العربي حيث يشرب بارداً أو حاراً أو يخلط مع الشاي والقهوة وبعض العصائر. ولا تختلف كثيراً أنماط الاستهلاك للبن ومنتجاته بين الدول العربية كما لا تختلف كثيراً المسالك والقنوات التسويقية التي تمر بها الألبان ومنتجاتها من المنتج إلى المستهلك النهائي.
        ففي السودان ازداد الوعي الغذائي بأهمية الألبان في التغذية نتيجة لتحسين المستوى التعليمي وتنمية الوعي الثقافي مما زاد في الطلب عليها وعلى منتجاتها لدى الغالبية العظمى من السكان الذين يستهلكون الألبان ونواتجها في صورة لبن سائل وألبان مخمرة (روب) أو الجبن والسمنة أو زبادي وقليل من الايس كريم.

        أما في مصر فيقدر استهلاك اللبن في صورته السائلة بنحو 42.42% من جملة الألبان المنتجة والبقية  يتم ترفيدها في المنازل وتتحول إلى منتجات لبنية مختلفة.وقد أوضحت إحدى الدراسات الميدانية لعينات من بعض المحافظات أن نحو 93% من الألبان المرقدة تحول إلى لبن رايب يتم استهلاكه مباشرة أو في صناعة الجبن كما أوضحت هذه الدراسة أن نحو 70% من الألبان المنتجة يتم تصريفها داخل مناطق الإنتاج والباقي يسوق خارج هذه المناطق.

        وفي سوريا يفضل المواطنون توفير الألبان ومنتجاتها على مائدة الطعام خاصة في الوجبات المسائية والصباحية وهى توفر على الأقل 40% من نصيب الفرد اليومي من البروتين الحيواني. ويتم استهلاك أكثر من ثلث الحليب المنتج في سوريا بصورته السائلة ويأتي اللبن الرايب في المرتبة الثانية تليهما الجبنة والزبدة على التوالي.
        ويفضل أهالي المناطق الوسطى والشمالية والشرقية استهلاك منتجات الألبان المشتقة من حليب الأغنام بينما يفضل أهالي المناطق الجنوبية والساحلية مشتقات لبن الأبقار. وجدير بالذكر بان التقاليد السائدة للنمط الاستهلاكي في سوريا تقف عقبة في تطوير صناعة الألبان وتساعد في نجاح منتجات الألبان المستوردة في منافسة المحلية منها.

        اما في الجزائر فتختلف العادات الاستهلاكية للحليب ومنتجاته حسب اختلاف الموقع الجغرافي والعادات الاجتماعية للسكان ودخل الأسر. ففي معظم أنحاء الجزائر يستعمل الحليب الساخن في الصباح كخليط مع القهوة وكذلك في الفترة المسائية. وفى المدن حيث يوجد اللبن المبستر يقوم بعض المستهلكين باستعمال الحليب البارد المبستر في المقاهي كشراب طول النهار. بالإضافة إلى ذلك يدخل الحليب السائل في تصنيع حليب مخمر وجبنة وزبدة وروب.
        وفي المغرب تعتبر المصادر المختلفة للبروتينات الحيوانية مجموعة واحدة في إمداد الفرد باحتياجاته من البروتينات، وتتكون هذه المصادر من الحليب ومشتقاته، البيض، لحوم الدجاج، اللحوم الحمراء، والأسماك وتختلف أهمية هذه المصادر في تركيبة نصيب الفرد من البروتينات الحيوانية حسب قوتها وأسعارها وكذلك حسب العادات الاستهلاكية وتشير الدراسات الى ان تركيبة عناصر نصيب الفرد من لبروتينات الحيوانية في المغرب تتكون مما يلي:
الحليب ومشتقاته        3.05 غرام من البروتينات في اليوم 22%
البيض                  1.26 غرم من البروتينات في اليوم 9%
لحوم الدجاج            3.47 غرام من البروتينات في اليوم 25%
اللحوم الحمراء                 3.47 غرام من البروتينات في اليوم 26 %
الأسماك                2.4 غرام من البروتينات في اليوم 18%
المجموع               13.65 غرام من البروتينات في اليوم100%
        ويتضح من خلال هذه التركيبة أن المواطن المغربي يميل أكثر إلى استهلاك اللـحوم( الحمراء 26% و لحوم الدواجن25% من مجموع البروتينات الحيوانية في النصيب اليومي للفرد)، تليها الالبان ومنتجاتها بنحو 22% والتي تعتبر منخفضة بالمقارنة مع باقي الدول العربية.


3-2 النظم التسويقية  للألبان:
3-2-1 القنوات والمسالك التسويقية للألبان ومنتجاتها:
        تتشابه القنوات والمسالك التسويقية التي تمر بها الألبان ومنتجاتها بدءاً من باب المزرعة حتى تصل المستهلك النهائي في الوطن العربي. وهنالك تباين واضح بين القنوات التسويقية للألبان في القطاع الحديث والقطاع التقليدي كما أن تعدد وطول هذه القنوات يزداد بزيادة عدد الوسطاء في سوق الألبان.
        ففي السودان تمر الألبان للمستهلك النهائي عبر قنوات تسويقية حديثة وتقليدية. وتسيطر القنوات التسويقية التقليدية على تسويق أغلب الألبان المنتجة. وتنقسم القنوات التقليدية إلى قناة للتوزيع المباشر للمستهلك وقناة توزيع عبر الوسطاء.
        وتنساب الألبان عبر قناة التوزيع المباشر في البيع للمستهلك مباشرة من المنتج خاصة من المزارع حول المدن أو من بعض المؤسسات التي تتعامل مع جهة مستهلكة محددة مثل ألبان المؤسسة العسكرية ومزرعة القضائية.
        وفي السودان تعتبر قناة البيع عبر الوسطاء الأكثر انتشاراً حيث يقوم بعض تجار اللبن (الوسطاء) بتجميع الألبان من المنتجين مباشرة وينقلونها للمستهلكين ومنافذ البيع (البقالات) وللباعة المتجولين الذين يقومون بتوزيعها على المنازل والجهات المستهلكة الأخرى (مستشفيات، مطاعم،فنادق ...الخ). وغالباً ما يتم الترحيل بسيارات الشحن الصغيرة والدواب. وغالبا ما تكون الألبان الموزعة بهذه الطريقة طازجة وغير مبردة وغير معاملة حرارياً.
        وبالنسبة للقطاع الحديث توزع الألبان المعبأة والمعاملة حرارياً مباشرة إلى منافذ البيع حيث يتم عرضها في ثلاجات تابعة للمصانع مثل إنتاج شركة كابو وديري لاند اللتان  تستعملان العربات المبردة لتوزيع الألبان ومنتجاته لمنافذ التوزيع المختلفة (البقالات، المطاعم، المقاهي وخلافه). وتشير الدراسات الى ان الألبان ومنتجاتها التي تنساب عبر هذه القناة الحديثة تشكل نحو 5-7% من اجمالي الألبان المتداولة في السودان. وهذه الأسواق الحديثة تكون عادة مزودة بوسائل التبريد والحفظ حتى يباع اللبن مباشرة للمستهلك.

شكل رقم (2) القنوات التسويقية للألبان ومنتجاتها في السودان

الصفحة التالية
الصفحة السابقة