و في مصر تختلف كذلك المسالك التسويقية للألبان من مزارع الإنتاج التقليدية عن مزارع الإنتاج المتخصصة. فالألبان المنتجة في المزارع التقليدية تسلك عدة طرق لتصل للمستهلك إلا أن ابسطها البيع المباشر من المنتج إلى المستهلك. وعادة ما يتم الاتفاق بين المنتج ومجموعة متجاورة من المستهلكين ليوصل لهم اللبن مباشرة إلى منازلهم. وهنالك أيضاً القليل من المنتجين الذين يبيعون ألبانهم للوحدات التجميعية.
وبالنسبة للمزارع المتخصصة، غالباً ما يقوم المنتج بالتعاقد مع الوحدات التجميعية أو التصنيعية ذات الطاقات الكبيرة مثل مصانع شركة مصر للألبان في السابق. ويقوم هؤلاء المشترون بتقديم بعض التسهيلات للمنتجين وتجمع الألبان من مواقع الإنتاج. وفى ظروف معينة قد تلجأ بعض هذه المزارع المتخصصة إلى تصريف إنتاجها عن طريق محلات البيع بالتجزئة المنتشرة في المدن. وفى هذه الحالة يقوم المزارع بتوصيل الألبان إلى هذه المحلات.
وبالنسبة للمزارع المتخصصة، غالباً ما يقوم المنتج بالتعاقد مع الوحدات التجميعية أو التصنيعية ذات الطاقات الكبيرة مثل مصانع شركة مصر للألبان في السابق. ويقوم هؤلاء المشترون بتقديم بعض التسهيلات للمنتجين وتجمع الألبان من مواقع الإنتاج. وفى ظروف معينة قد تلجأ بعض هذه المزارع المتخصصة إلى تصريف إنتاجها عن طريق محلات البيع بالتجزئة المنتشرة في المدن. وفى هذه الحالة يقوم المزارع بتوصيل الألبان إلى هذه المحلات.
شكل
رقم (2) المسالك التسويقية للبن الخام في مصر
وفي سوريا ً تختلف أيضا القنوات التسويقية باختلاف نظام الإنتاج (إنتاج تقليدي، شبه مكثف، مكثف). فالحليب المنتج تحت نظم الإنتاج التقليدية يوجه بحالته الخام إلى الاستهلاك بصورته الطازجة أما ذاتياً من قبل أفراد الأسرة المنتجة أو يباع محلياً أو ينقل بواسطة موزعين، كما أن جزءاً منه يصنع إلى منتجات لبنية في المنازل أو ورش ميدانية تفتقر كلياً للمراقبة الصحية. وهذه المنتجات تباع في المدن للمستهلكين بواسطة تجار تجزئة أو من قبل الأسرة المنتجة نفسها. وقسم من الحليب ضمن هذا النظام يتم توريده من قبل الوسطاء إلى معامل صغيرة تصنعه إلى منتجات تباع إلى تجار الجملة ومنهم إلى تجار التجزئة في المدن والريف ليباع للمستهلك. اما الحليب المنتج تحت النظام شبه المكثف يوجه جزء منه إلى معامل صغيرة وتقليدية ليصنع إلى منتجات لبنية تباع لتجار الجملة ومنهم لتجار التجزئة وللمستهلك. وجزء آخر يذهب إلى مصانع الألبان الكبيرة ليصنع إلى حليب مبستر أو معقم أو منتجات لبنية تباع عن طريق وكلاء التوزيع وتجار التجزئة للمستهلك. وفيما يتعلق بالحليب المنتج تحت النظام المكثف فيوجه معظمه إلى مصانع الألبان الكبيرة ليصنع أيضاً إلى حليب مبستر أو معقم ومنتجات لبنية تنقل بواسطة وكلاء موزعين إلى تجار التجزئة ومنهم للمستهلكين.
وفي الجزائر تسوق كمية قليلة من الحليب الطازج في المدن والبقية يستهلك عن طريق المنتجين أنفسهم. وتسوق هذه الألبان ومنتجاتها في أسواق أسبوعية تقليدية في القرى والمدن وأغلبها تسوق من المنتجين إلى المدن بواسطة أصحاب الشاحنات مع غياب أسواق الجملة. كما يقوم بعض المزارعين بتوزيع هذه الألبان مباشرة للمستهلك أو بيعها للتجار. أصحاب الشاحنات يربطون بين الوحدات الإنتاجية والوحدات الصغيرة للبيع بالجملة أو بالتجزئة للمستهلك.
وفي المغرب يتم تسويق الألبان ومنتجاتها من خلال 3 مسارات وهي المسار غير المشروع، المسار التقليدي والمسار المنظم وفي ضل النوع الأول والذي يعتبر نظام مختص في تسويق الحليب الخام يتم تسويق نحو 25 % من الألبان المنتجة في المغرب حيث يتم تسويق الحليب بحالته الخام وبدون معالجة مباشرة إلى الاستهلاك السائل في المدن عن طريق الباعة المتجولين لتزويد المستهلكين بالمنازل أو لتزويد ما يسمى "بالمحلبات" التي تقوم بدورها ببيعه طازجا أو على شكل مشتقات مصنعة بالطريقة التقليدية. وهذا النوع من المسارات لا يخضع لا ي مراقبة ، ويشكل بذلك عائقا يحول دون تحقيق أهداف السياسات المرسومة من الدولة لتطوير قطاع الألبان ناهيك عن الخطر الذي يشكله على صحة المستهلكين لافتقاره لأدنى المواصفات الصحية والوقائية الضرورية. أما المسار الثاني وهو ما يسمى بالمسار التقليدي والذي يتم من خلاله تسويق نحو 15% من الإنتاج، فيتم خلاله تسويق الإنتاج أما للاستهلاك المباشر الذاتي لأسر المنتجين أو من خلال بيعه في الأسواق الأسبوعية أو على جنبات الطرق على شكل مشتقات تقليدية والتي تتمثل غالبا في الزبدة والألبان المخمرة. وأما فيما يتعلق بتسويق الألبان من خلال المسار المنظم والذي يتم تسويق غالبية الألبان المنتجة في المغرب عن طريقة (نحو 60%) فيتم فيه توجيه الالبان الى المصانع ووحدات التصنيع بعد جمعها في مراكز التجميع الخاصة بالحليب ليصل بعد معالجته إلى المستهلكين في صورة منتجات لبنية مختلفة عن طريق تجار التجزئة الموزعين في كافة مناطق المملكة.
المسرات التسويقية للحليب و مشتقاته في سوريا |
المسارات
التسويقية للالبان في المغرب
المسارات التسويقية للالبان في المغرب |
-2-2 الوظائف
والخدمات التسويقية والبني التحتية ومدى توفرها:
الوظائف التسويقية للألبان هي عبارة عن مجموعة الأنشطة الاقتصادية والخدمات التي تجرى على الألبان ومنتجاتها بدءاً من باب المزرعة حتى تصل المستهلك. والوظائف التسويقية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبني التحتية ومدى توفرها. والأخيرة تعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على مدى كفاءة العمليات التسويقية. وفى الوطن العربي تتشابه هذه الوظائف وتتنوع اعتماداً على القيمة الإضافية التي تكتسبها السلعة أثناء مرورها من المنتج للمستهلك خلال القنوات التسويقية المختلفة. وتنقسم هذه الوظائف إلى توزيعية وتسهيلية وتبادلية. فالوظائف التوزيعية تشمل التجميع والنقل والتخزين، اما الوظائف التسهيلية فتشمل الفرز والتدرج والتحويل وتحمل المخاطر والتمويل والدعاية والمعلومات التسويقية والتعبئة والتغليف والتسجيل، واما الوظائف التبادلية فتشمل عمليات البيع والشراء.
ففي السودان يقوم المنتجون بتجميع ألبانهم حول مناطق الإنتاج وتباع الألبان مباشرة من المنتج للمستهلك أو من خلال الوسطاء. ويواجه المنتجون في السودان مشكلة عدم وجود مراكز تجميع ألبان مجهزة بوسائل الحفظ والتبريد وكافة التسهيلات الأخرى. وعادة ما يستغل صغار المنتجين الدواب (الحيوانات) لنقل ألبانهم إلى أماكن التجميع.
وفي السودان يعتبر النقل من الوظائف الهامة ذات التكلفة العالية نسبياً نظرا لبُعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك مما يشكل عبئاً على وسائل النقل التي تعتبر غير مناسبة على الرغم من تحسنها في السنوات الأخيرة ، وذلك لعدم توفر وسائل النقل الحديثة والمبردة إلا في نطاق ضيق لدى مصانع الألبان. هذا وتعتبر رداءة أوضاع الطرق عامة والطرق الزراعية بوجه خاص من العوامل المحددة الرئيسية لكفاءة وسائل النقل ولتسويق السلع الزراعية عامة والألبان خاصة نظرا لكونها منتجات سريعة التلف. هذا وقد أدى ارتفاع تكلفة النقل أحياناً إلى توفر الألبان وتدنى سعرها في مناطق الإنتاج وارتفاعه في مناطق الاستهلاك.
وكذلك الأمر يعتبر تخزين الألبان من العوامل المحددة لكفاءة النظام التسويقي لمنتجات الألبان في السودان نظرا لعدم توفر المخازن المبردة وارتفاع تكلفة إنشائها وتشغيلها مما يحد من كفاءة تسويق الألبان ومنتجاتها.
وفيما يتعلق بالتصنيع والتحويل، تقوم مصانع الألبان بالتصنيع الحديث لمنتجات الألبان المختلفة. وللمرأة الريفية بصفة خاصة دور مهم في التصنيع الريفي للألبان، الا ان عدم تدفق الألبان وانسيابها للمصانع بانتظام وعدم وجود المواصفات القياسية الملزمة وقلة خبرة المرأة الريفية، قد تسبب في تدنى نوعية منتجات الألبان. اما الفرز والتعبئة فلا يتقيد المنتجون ومصانع غالبا بالتصنيف والفرز والتعبئة الجيدة لمنتجاتهم مما يؤثر سلباً على العملية التسويقية وكفاءة النظام التسويقي. واما التمويل التسويقي والذي يحتاجه صغار المنتجون بشكل خاص لتمويل التكاليف التسويقية المختلفة المنتج الصغير فغير متوفر في كثير من الاحيان حيث لا يجد صغار المنتجين التمويل اللازم لذلك من المؤسسات التمويلية ولا توجد لوائح أو حوافز تحمس مثل هذه المؤسسات على تمويل صغار المنتجين. وفيما يتعلق بالتامين على المخاطر للألبان ومنتجاتها والتي تعتبر من أكثر السلع تعرضاً للمخاطر عند تسويقها بسبب قابليتها السريعة للتلف وتذبذب الأسعار وقلة الوعي لدى كل من المنتج والمستهلك، فلا يتوفر في السودان أية آلية لمساعدة المنتج الصغير عندما يتعرض لهذه المخاطر. وهو في الكثير من الأحيان يضطر لبيع ألبانه للوسطاء بأسعار زهيدة خوفاً من هذه المخاطر لعدم مقدرته على الاحتفاظ بالألبان لفترة طويلة.
اما الدعاية والمعلومات التسويقية والسجلات فتكاد تكون معدومة في السودان باستثناء بعض اشكال الدعاية التي تقوم بها بعض مصانع الألبان المتنافسة ذات العدد المحدود نسبيا. وهذه تقوم بالدعاية والإعلان عن منتجاتها ولكنها لا تقدم المعلومة التسويقية الكاملة عنها وعن مكوناتها وقيمتها الغذائية. وعليه فأن كل من المنتجين والمستهلكين تنقصهم المعلومة التسويقية اللازمة. أضف الى ذلك أن صغار المنتجين تنقصهم الخبرة والدراية بأهمية السجلات ومسك الدفاتر. ومواعين التعبئة والتغليف لا تكتب عليها كل المواصفات بمحتواها كما أن المستهلك لا يهتم كثيراً بمعرفة محتويات التعبئة إن وجدت.
وفيما يتعلق بالوظائف التبادلية، فتعتبر عمليات البيع والشراء الهدف ومحصلة العملية التسويقية وفي السودان يعتبر الوسطاء الحلقة الأكثر استفادة من تسويق الألبان وهم أحد أسباب ارتفاع الهوامش التسويقية . هذا ولا تتم عمليات البيع والشراء للالبان ومنتجاتها في السودان بالشكل المطلوب نظرا لغياب و/أو عدم وجود مراكز تجميع وأسواق متخصصة لتسويق الألبان وتدنى كفاءة الوظائف التسويقية الأخرى.
هذا ولا تختلف الوظائف التسويقية في مصر عن غيرها من الدول العربية. حيث تبدأ الوظائف التوزيعية بتجميع الألبان من صغار وكبار المنتجين ، بحيث يقوم تجار التجزئة بتجميع الألبان من صغار المنتجين في حين يقوم تجار الجملة بجمعها من كبار المنتجين كما يقوم بعض الوسطاء بتجميع الألبان أيضاً من صغار المنتجين من خلال وحدات التجميع. ويتم تجميع الألبان يومياً في الصباح والمساء. ثم يتم نقل الألبان المجمعة إلى المصانع أو المعامل أو محلات التجزئة بالمدن الكبرى. وتتم عمليات النقل بواسطة السيارات بعد تبريدها إلى درجة حرارة 4ْ درجات ويقوم أيضاً بعض تجار الجملة بعملية التبريد مستعملين الثلج وملح الطعام وبعض تجار التجزئة يستعملون الخيش. أما الباعة المتجولون فيستعملون الدراجات البخارية أو العادية في حالة المرور على منازل المستهلكين. كما يقوم بعض المنتجين أنفسهم بنقل الألبان مستعملين حيوانات الجر. وقد تلاحظ تناقص كميات الألبان التي تجمعها وحدات التجميع خلال السنوات الأخيرة لأن شركة مصر للألبان وشركة التجميع سيتم تخصيصها. وجدير بالملاحظة ان معظم عمليات التجميع يكون في الشتاء حيث يتم تجميع نحو 74% من كمية الألبان التي تجمعها كافة وحدات التجميع في مصر.
و يتم تخزين الألبان في مصر لفترات متفاوتة وقد تكون لبضعة أيام مثل اللبن المبستر أو لشهور في حالة اللبن المعقم وكذلك يتم تخزين المنتجات اللبنية الأخرى لفترات متفاوتة اعتمادا على طبيعتها وخصائصها.
وفيما يتعلق بالتصنيع فبعضه يتم في المنازل وبعضه الأخر يتم على أسس تجارية، إلا أن التصنيع المنزلي هو الأكثر شيوعا في مصر. حيث تقدر الألبان التي يتم تصنيعها منزلياً بنحو 25% من إنتاج الألبان في معظم المحافظات وقد يرتفع هذا الرقم إلى نحو 50% في محافظتي دمياط والدقهلية. هذا ويتم تعبئة الألبان المنتجة في صفائح بالنسبة للجبنة والمسلى والمنتجات الأخرى في أكياس واغلافة بلاستيكية. وفيما يتعلق بالتمويل التسويقي تقوم مراكز التجميع بالدفع عند الاستلام وفي كثير من الاحيان تقوم هذه المراكز بدفع مبالغ نقدية مقدماً لتشجيع المنتجين لتوريد الألبان لها. و يتعرض المنتجون كالعادة إلى مخاطر تلف الألبان وغيرها ولا توجد برامج لتعويضهم عن أي خسارات تنجم عن ذلك. أما الإعلان والدعاية فتستخدم وسائل إلا علام المختلفة في الإعلان عن الألبان ومنتجاتها كما تقوم بعض الوحدات التصنيعية بتوزيع المنشورات والمطبوعات أو عينات من إنتاجها للدعاية.
وفيما يتعلق بالوظائف التبادلية، تتم عمليات البيع والشراء في الحال ويتم السداد عادة بعد استلام الألبان أو محاسبة المنتجين كل أسبوع، وتقوم وحدات التجميع أحياناً بدفع مبالغ نقدية مقدماً للمنتجين كما ذكر سابقا وهو وما يسمى بالأرضية لضمان الحصول على الألبان.
وفي سوريا فقد تم اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بتسويق الألبان ومنتجاتها والتي أثرت إيجابياً على قطاع الألبان ومن أهمها:
- أحداث المؤسسة العامة للمباقر التي تهدف للأشراف على المباقر الحكومية وتطوير إنتاجها.
- أنشأت الدولة ثلاثة معامل في المنطقة الجنوبية والوسطى والشمالية بهدف تصنيع الحليب وتسويقه.
تم تشجيع إنشاء شركات خاصة لتصنيع الألبان وذلك بموجب قانون الاستثمار رقم 10 وتعديلاته، ويبلغ عدد هذه الشركات عشرة شركات تقدر طاقتها التصنيعية بنحو 12% من إجمالي إنتاج الحليب في سوريا.
- بدأت الدولة في إقامة مراكز تجميع الألبان في محافظة حمص ونبع الصحر في القنيطرة.
هذا وقد اتخذت الدولة عدة سياسات سبق ذكرها لتنمية قطاع الألبان الذي مازال يفتقر إلى توفر الأساليب الصحية في الربط التنظيمي بين مراحل الإنتاج والتصنيع والتسويق.
وفي الجزائر لا تتوفر أسواق جملة خاصة بالألبان ويصعب التفريق بين التجارة بالجملة والتجارة بالتجزئة. حيث تسوق معظم الألبان في أسواق تقليدية إسبوعية في القرى والمدن. يقوم التجار بتجميع الحليب من القرى من صغار المزارعين وشحنه بالشاحنات إلى المدن حيث المراكز التجارية والدكاكين والمحلات التجارية الموجودة التي تقوم بتسويق منتجات الألبان الطازجة والمبسترة للمستهلكين.
أما في السعودية فقد واكب تطور الإنتاج تطور في نوعية وتنوع منتجات الألبان المسوقة من قبل مختلف مشاريع الألبان المحلية والعالمية مثل شركة دانون الفرنسية. ونظرا للقابلية السريعة للتلف يتم تسويق منتجات الألبان في السعودية من خلال عدد محدود من القنوات التسويقية. حيث يتم في الغالب نقل الألبان مباشرة من مشاريع وشركات الألبان إلى تجار التجزئة ومؤسسات التغذية والمدارس ومن ثم إلى المستهلكين النهائيين. هذا ويعتمد كل مشروع من مشاريع الألبان على جهازه التسويقي الخاص في تأدية كافة الوظائف التسويقية المتعلقة بالألبان ومنتجاتها.
ففي السودان يقوم المنتجون بتجميع ألبانهم حول مناطق الإنتاج وتباع الألبان مباشرة من المنتج للمستهلك أو من خلال الوسطاء. ويواجه المنتجون في السودان مشكلة عدم وجود مراكز تجميع ألبان مجهزة بوسائل الحفظ والتبريد وكافة التسهيلات الأخرى. وعادة ما يستغل صغار المنتجين الدواب (الحيوانات) لنقل ألبانهم إلى أماكن التجميع.
وفي السودان يعتبر النقل من الوظائف الهامة ذات التكلفة العالية نسبياً نظرا لبُعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك مما يشكل عبئاً على وسائل النقل التي تعتبر غير مناسبة على الرغم من تحسنها في السنوات الأخيرة ، وذلك لعدم توفر وسائل النقل الحديثة والمبردة إلا في نطاق ضيق لدى مصانع الألبان. هذا وتعتبر رداءة أوضاع الطرق عامة والطرق الزراعية بوجه خاص من العوامل المحددة الرئيسية لكفاءة وسائل النقل ولتسويق السلع الزراعية عامة والألبان خاصة نظرا لكونها منتجات سريعة التلف. هذا وقد أدى ارتفاع تكلفة النقل أحياناً إلى توفر الألبان وتدنى سعرها في مناطق الإنتاج وارتفاعه في مناطق الاستهلاك.
وكذلك الأمر يعتبر تخزين الألبان من العوامل المحددة لكفاءة النظام التسويقي لمنتجات الألبان في السودان نظرا لعدم توفر المخازن المبردة وارتفاع تكلفة إنشائها وتشغيلها مما يحد من كفاءة تسويق الألبان ومنتجاتها.
وفيما يتعلق بالتصنيع والتحويل، تقوم مصانع الألبان بالتصنيع الحديث لمنتجات الألبان المختلفة. وللمرأة الريفية بصفة خاصة دور مهم في التصنيع الريفي للألبان، الا ان عدم تدفق الألبان وانسيابها للمصانع بانتظام وعدم وجود المواصفات القياسية الملزمة وقلة خبرة المرأة الريفية، قد تسبب في تدنى نوعية منتجات الألبان. اما الفرز والتعبئة فلا يتقيد المنتجون ومصانع غالبا بالتصنيف والفرز والتعبئة الجيدة لمنتجاتهم مما يؤثر سلباً على العملية التسويقية وكفاءة النظام التسويقي. واما التمويل التسويقي والذي يحتاجه صغار المنتجون بشكل خاص لتمويل التكاليف التسويقية المختلفة المنتج الصغير فغير متوفر في كثير من الاحيان حيث لا يجد صغار المنتجين التمويل اللازم لذلك من المؤسسات التمويلية ولا توجد لوائح أو حوافز تحمس مثل هذه المؤسسات على تمويل صغار المنتجين. وفيما يتعلق بالتامين على المخاطر للألبان ومنتجاتها والتي تعتبر من أكثر السلع تعرضاً للمخاطر عند تسويقها بسبب قابليتها السريعة للتلف وتذبذب الأسعار وقلة الوعي لدى كل من المنتج والمستهلك، فلا يتوفر في السودان أية آلية لمساعدة المنتج الصغير عندما يتعرض لهذه المخاطر. وهو في الكثير من الأحيان يضطر لبيع ألبانه للوسطاء بأسعار زهيدة خوفاً من هذه المخاطر لعدم مقدرته على الاحتفاظ بالألبان لفترة طويلة.
اما الدعاية والمعلومات التسويقية والسجلات فتكاد تكون معدومة في السودان باستثناء بعض اشكال الدعاية التي تقوم بها بعض مصانع الألبان المتنافسة ذات العدد المحدود نسبيا. وهذه تقوم بالدعاية والإعلان عن منتجاتها ولكنها لا تقدم المعلومة التسويقية الكاملة عنها وعن مكوناتها وقيمتها الغذائية. وعليه فأن كل من المنتجين والمستهلكين تنقصهم المعلومة التسويقية اللازمة. أضف الى ذلك أن صغار المنتجين تنقصهم الخبرة والدراية بأهمية السجلات ومسك الدفاتر. ومواعين التعبئة والتغليف لا تكتب عليها كل المواصفات بمحتواها كما أن المستهلك لا يهتم كثيراً بمعرفة محتويات التعبئة إن وجدت.
وفيما يتعلق بالوظائف التبادلية، فتعتبر عمليات البيع والشراء الهدف ومحصلة العملية التسويقية وفي السودان يعتبر الوسطاء الحلقة الأكثر استفادة من تسويق الألبان وهم أحد أسباب ارتفاع الهوامش التسويقية . هذا ولا تتم عمليات البيع والشراء للالبان ومنتجاتها في السودان بالشكل المطلوب نظرا لغياب و/أو عدم وجود مراكز تجميع وأسواق متخصصة لتسويق الألبان وتدنى كفاءة الوظائف التسويقية الأخرى.
هذا ولا تختلف الوظائف التسويقية في مصر عن غيرها من الدول العربية. حيث تبدأ الوظائف التوزيعية بتجميع الألبان من صغار وكبار المنتجين ، بحيث يقوم تجار التجزئة بتجميع الألبان من صغار المنتجين في حين يقوم تجار الجملة بجمعها من كبار المنتجين كما يقوم بعض الوسطاء بتجميع الألبان أيضاً من صغار المنتجين من خلال وحدات التجميع. ويتم تجميع الألبان يومياً في الصباح والمساء. ثم يتم نقل الألبان المجمعة إلى المصانع أو المعامل أو محلات التجزئة بالمدن الكبرى. وتتم عمليات النقل بواسطة السيارات بعد تبريدها إلى درجة حرارة 4ْ درجات ويقوم أيضاً بعض تجار الجملة بعملية التبريد مستعملين الثلج وملح الطعام وبعض تجار التجزئة يستعملون الخيش. أما الباعة المتجولون فيستعملون الدراجات البخارية أو العادية في حالة المرور على منازل المستهلكين. كما يقوم بعض المنتجين أنفسهم بنقل الألبان مستعملين حيوانات الجر. وقد تلاحظ تناقص كميات الألبان التي تجمعها وحدات التجميع خلال السنوات الأخيرة لأن شركة مصر للألبان وشركة التجميع سيتم تخصيصها. وجدير بالملاحظة ان معظم عمليات التجميع يكون في الشتاء حيث يتم تجميع نحو 74% من كمية الألبان التي تجمعها كافة وحدات التجميع في مصر.
و يتم تخزين الألبان في مصر لفترات متفاوتة وقد تكون لبضعة أيام مثل اللبن المبستر أو لشهور في حالة اللبن المعقم وكذلك يتم تخزين المنتجات اللبنية الأخرى لفترات متفاوتة اعتمادا على طبيعتها وخصائصها.
وفيما يتعلق بالتصنيع فبعضه يتم في المنازل وبعضه الأخر يتم على أسس تجارية، إلا أن التصنيع المنزلي هو الأكثر شيوعا في مصر. حيث تقدر الألبان التي يتم تصنيعها منزلياً بنحو 25% من إنتاج الألبان في معظم المحافظات وقد يرتفع هذا الرقم إلى نحو 50% في محافظتي دمياط والدقهلية. هذا ويتم تعبئة الألبان المنتجة في صفائح بالنسبة للجبنة والمسلى والمنتجات الأخرى في أكياس واغلافة بلاستيكية. وفيما يتعلق بالتمويل التسويقي تقوم مراكز التجميع بالدفع عند الاستلام وفي كثير من الاحيان تقوم هذه المراكز بدفع مبالغ نقدية مقدماً لتشجيع المنتجين لتوريد الألبان لها. و يتعرض المنتجون كالعادة إلى مخاطر تلف الألبان وغيرها ولا توجد برامج لتعويضهم عن أي خسارات تنجم عن ذلك. أما الإعلان والدعاية فتستخدم وسائل إلا علام المختلفة في الإعلان عن الألبان ومنتجاتها كما تقوم بعض الوحدات التصنيعية بتوزيع المنشورات والمطبوعات أو عينات من إنتاجها للدعاية.
وفيما يتعلق بالوظائف التبادلية، تتم عمليات البيع والشراء في الحال ويتم السداد عادة بعد استلام الألبان أو محاسبة المنتجين كل أسبوع، وتقوم وحدات التجميع أحياناً بدفع مبالغ نقدية مقدماً للمنتجين كما ذكر سابقا وهو وما يسمى بالأرضية لضمان الحصول على الألبان.
وفي سوريا فقد تم اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بتسويق الألبان ومنتجاتها والتي أثرت إيجابياً على قطاع الألبان ومن أهمها:
- أحداث المؤسسة العامة للمباقر التي تهدف للأشراف على المباقر الحكومية وتطوير إنتاجها.
- أنشأت الدولة ثلاثة معامل في المنطقة الجنوبية والوسطى والشمالية بهدف تصنيع الحليب وتسويقه.
تم تشجيع إنشاء شركات خاصة لتصنيع الألبان وذلك بموجب قانون الاستثمار رقم 10 وتعديلاته، ويبلغ عدد هذه الشركات عشرة شركات تقدر طاقتها التصنيعية بنحو 12% من إجمالي إنتاج الحليب في سوريا.
- بدأت الدولة في إقامة مراكز تجميع الألبان في محافظة حمص ونبع الصحر في القنيطرة.
هذا وقد اتخذت الدولة عدة سياسات سبق ذكرها لتنمية قطاع الألبان الذي مازال يفتقر إلى توفر الأساليب الصحية في الربط التنظيمي بين مراحل الإنتاج والتصنيع والتسويق.
وفي الجزائر لا تتوفر أسواق جملة خاصة بالألبان ويصعب التفريق بين التجارة بالجملة والتجارة بالتجزئة. حيث تسوق معظم الألبان في أسواق تقليدية إسبوعية في القرى والمدن. يقوم التجار بتجميع الحليب من القرى من صغار المزارعين وشحنه بالشاحنات إلى المدن حيث المراكز التجارية والدكاكين والمحلات التجارية الموجودة التي تقوم بتسويق منتجات الألبان الطازجة والمبسترة للمستهلكين.
أما في السعودية فقد واكب تطور الإنتاج تطور في نوعية وتنوع منتجات الألبان المسوقة من قبل مختلف مشاريع الألبان المحلية والعالمية مثل شركة دانون الفرنسية. ونظرا للقابلية السريعة للتلف يتم تسويق منتجات الألبان في السعودية من خلال عدد محدود من القنوات التسويقية. حيث يتم في الغالب نقل الألبان مباشرة من مشاريع وشركات الألبان إلى تجار التجزئة ومؤسسات التغذية والمدارس ومن ثم إلى المستهلكين النهائيين. هذا ويعتمد كل مشروع من مشاريع الألبان على جهازه التسويقي الخاص في تأدية كافة الوظائف التسويقية المتعلقة بالألبان ومنتجاتها.
الصفحة التالية |
الصفحة السابقة |